صُحُفِ إبراهيمَ: الماحي ، وفي تَوراةِ موسى : الحادُّ ، وفي إنجيلِ عيسى : أحمَدُ ، وفِي الفُرقانِ : محُمَّدٌ .
قيلَ : فَما تَأويلُ الماحي؟ فَقالَ : الماحي صورَةَ الأَصنامِ ، وماحِي الأَوثانِ وَالأَزلامِ وكُلِّ مَعبودٍ دونَ الرَّحمنِ .
وقيلَ : فَما تَأويلُ الحادِّ؟ قالَ : يُحادُّ مَن حادَّ اللَّهَ ودينَهُ قَريباً كانَ أو بَعيداً .
قيلَ : فَما تأويلُ أحمَدَ؟ قالَ : حَسُنَ ثَناءُ اللَّهِ عزّ و جلّ عَلَيهِ فِي الكُتُبِ بِما حُمِدَ مِن أفعالِهِ .
قيلَ : فَما تَأويلُ مُحَمَّدٍ؟ قالَ : إنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ وجَميعَ أنبِيائِهِ ورُسُلِهِ وجَميعَ اُمَمِهِم يَحمَدونَهُ ويُصَلّونَ عَلَيهِ .۱
۴۸۷. الإمام الباقر عليه السلام - في قَولِهِ تَعالى : « وَ لَا تَشْتَرُواْ بَِايَتِى ثَمَنًا قَلِيلاً » - : كانَ لِحُيَيِ۲ بنِ أخطَبَ وكَعبِ بنِ أشرَفَ وآخَرينَ مِنهُم مَأكَلَةٌ عَلى يَهودَ في كُلِّ سَنَةٍ ، وكَرِهوا بُطلانَها بِأَمرِ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله ، فَحَرَّفوا لِذلِكَ آياتٍ مِنَ التَّوراةِ فيها صِفَتُهُ وذِكرُهُ ، فَذلِكَ الثَّمَنُ القَليلُ الَّذي اُريدَ بِهِ فِي الآيَةِ .۳
۴۸۸. التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عن الإمام عليّ عليهما السلام : إنَّ اللَّهَ تَعالى أخبَرَ رَسولَهُ بِما كانَ مِن إيمانِ اليَهودِ بِمُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله قَبلَ ظُهورِهِ ، ومِنِ استِفتاحِهِم عَلى أعدائِهِم بِذِكرِهِ ، وَالصَّلاةِ عَلَيهِ وعَلى آلِهِ .
وكانَ اللَّهُ عزّ وجلّ أمَرَ اليَهودَ في أيّامِ موسى وبَعدَهُ إذا دَهَمَهُم۴ أمرٌ ودَهَتهُم داهِيَةٌ۵ ، أن يَدعُوا اللَّهَ عزّ وجلّ بِمُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّيِّبينَ ، وأن يَستَنصِروا بِهِم ، وكانوا
1.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۴ ص ۱۷۷ ح ۵۴۰۳ ، الأمالي للصدوق : ص ۱۲۹ ح ۱۱۷ ، بحار الأنوار: ج ۱۱ ص ۳۹ ح ۳۸ .
2.في المصدر : «ليحيى» ، والتصويب من مجمع البيان وبحار الأنوار .
3.التبيان في تفسير القرآن : ج ۱ ص ۱۸۸ ، مجمع البيان : ج ۱ ص ۲۱۰ وليس فيه «القليل» ، بحار الأنوار: ج ۹ ص ۶۴ .
4.يدهمهم : يفجؤهم (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۲۱۲ «دهم») .
5.الداهية : النائبة العظيمة النازلة (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۶۱۷ «دهى») .