469
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

أجمَعنا عَلَيهِ خَيرٌ مِمَّا افتَرَقنا فيهِ .
فَقالَ لَهُ الرِّضا عليه السلام : مَا اسمُكَ؟ قالَ : يوحَنّا ، قالَ : يا يوحَنّا ، إنّا آمَنّا بِعيسَى بنِ مَريَمَ عليه السلام روحِ اللَّهِ وكَلِمَتِهِ الَّذي كانَ يُؤمِنُ بِمُحَمَّدٍ ويُبَشِّرُ بِهِ ، ويُقِرُّ عَلى‏ نَفسِهِ أنَّهُ عَبدٌ مَربوبٌ ، فَإِن كانَ عيسَى الَّذي هُوَ عِندَكَ روحُ اللَّهِ وكَلِمَتُهُ لَيسَ هُوَ الَّذي آمَنَ بِمُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله وبَشَّرَ بِهِ ، ولا هُوَ الَّذي أقَرَّ للَّهِ‏ِ عزّ و جلّ بِالعُبودِيَّةِ وَالرُّبوبِيَّةِ فَنَحنُ مِنهُ بُرَآءُ ، فَأَينَ اجتَمَعنا؟ فَقامَ وقالَ لِصَفوانَ بنِ يَحيى‏: قُم فَما كانَ أغنانا عَن هذَا المَجلِسِ‏۱ !

۴۸۱. التوحيد عن الحسن بن محمّد النوفلي - في مُناظَرَةِ الإِمامِ الرِّضا عليه السلام مَعَ أهلِ الأَديانِ وأصحابِ المَقالاتِ - : قالَ الجاثِليقُ [ لِلرِّضا عليه السلام ] : ما تَقولُ في نُبُوَّةِ عيسى‏ عليه السلام وكِتابِهِ ، هَل تُنكِرُ مِنهُما شَيئاً؟
قالَ الرِّضا عليه السلام : أنَا مُقِرٌّ بِنُبُوَّةِ عيسى‏ وكِتابِهِ وما بَشَّرَ بِهِ اُمَّتَهُ وأقَرَّ بِهِ الحَوارِيّونَ ، وكافِرٌ بِنُبُوَّةِ كُلِّ عيسى‏ لَم يُقِرَّ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله وبِكِتابِهِ ، ولَم يُبَشِّر بِهِ اُمَّتَهُ .
قالَ الجاثِليقُ : ألَيسَ إنَّما تُقطَعُ الأَحكامُ بِشاهِدَي عَدلٍ؟ قالَ : بَلى‏ ، قالَ : فَأَقِم شاهِدَينِ مِن غَيرِ أهلِ مِلَّتِكَ عَلى‏ نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ مِمَّن لا تُنكِرُهُ النَّصرانِيَّةُ ، وسَلنا مِثلَ ذلِكَ مِن غَيرِ أهلِ مِلَّتِنا .
قالَ الرِّضا عليه السلام : الآنَ جِئتَ بِالنَّصَفَةِ يا نَصرانِيُّ ، ألا تَقبَلُ مِنِّي العَدلَ المُقَدَّمَ عِندَ المَسيحِ عيسَى بنِ مَريَمَ؟ قالَ الجاثِليقُ: ومَن هذَا العَدلُ ، سَمِّهِ لي؟ قالَ : ما تَقولُ في يوحَنَّا الدَّيلَمِيِّ؟ قالَ : بَخٍ بَخٍ ، ذَكَرتَ أحَبَّ النّاسِ إلَى المَسيحِ ، قالَ : فَأَقسَمتُ عَلَيكَ ، هَل نَطَقَ الإِنجيلُ أنَّ يوحَنّا قالَ : إنَّ المَسيحَ أخبَرَني بِدينِ مُحَمَّدٍ العَرَبِيِّ ، وبَشَّرَني بِهِ أنَّهُ يَكونُ مِن بَعدِهِ فَبَشَّرتُ بِهِ الحَوارِييّنَ فَآمَنوا بِهِ؟ قالَ الجاثلِيقُ : قَد ذَكَرَ ذلِكَ يوحَنّا عَنِ المَسيحِ ، وبَشَّرَ بِنُبُوَّةِ رَجُلٍ وبِأَهلِ بَيتِهِ ووَصِيِّهِ ، ولَم يُلَخِّص مَتى‏ يَكونُ ذلِكَ ، ولَم يُسَمِّ لَنَا القَومَ فَنَعرِفَهُم؟

1.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۲۳۰ ح ۱ ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۳۴۱ ح ۳ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
468

۴۷۷. الإمام الباقر عليه السلام : إنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالى‏ عَهِدَ إلى‏ آدَمَ عليه السلام ... فَلَمّا نَزَلَتِ التَّوراةُ عَلى‏ موسى‏ عليه السلام بَشَّرَ بِمُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله ، وكانَ بَينَ يوسُفَ وموسى‏ مِنَ الأَنبِياءِ [عَشَرَةٌ۱ وكانَ وَصِيُّ موسى‏ يوشَعَ بنَ نونٍ عليهما السلام وهُوَ فَتاهُ الَّذي ذَكَرَهُ اللَّهُ عزّ و جلّ في كِتابِهِ، فَلَم تَزَلِ الأَنبِياءُ تُبَشِّرُ بِمُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله حَتّى‏ بَعَثَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى المَسيحَ عيسَى بنَ مَريَمَ، فَبَشَّرَ بِمُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله .۲

۴۷۸. عنه عليه السلام : بَشَّرَ الأَنبِياءُ عليهم السلام بَعضُهُم بِبَعضٍ ، حَتّى‏ بَلَغَت مُحَمَّداً صلى اللّه عليه و آله .۳

۴۷۹. الإمام الصادق عليه السلام : لَمّا أن بَعَثَ اللَّهُ عزّ و جلّ المَسيحَ عليه السلام ، قالَ المَسيحُ لَهُم : إنَّهُ سَوفَ يَأتي مِن بَعدي نَبِيٌّ اسمُهُ أحمَدُ۴ مِن وُلدِ إسماعيلَ عليه السلام ، يَجي‏ءُ بِتَصديقي وتَصديقِكُم ، وعُذري وعُذرِكُم .۵

۴۸۰. عيون أخبار الرضا عليه السلام عن صفوان بن يحيى صاحب السابري : سَأَلَني أبو قُرَّةَ صاحِبُ الجاثلِيقِ‏۶ أن اُوصِلَهُ إلَى الرِّضا عليه السلام ، فَاستَأذَنتُهُ في ذلِكَ ، فَقالَ عليه السلام : أدخِلهُ عَلَيَّ ، فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ قَبَّلَ بِساطَهُ ، وقالَ : هكَذا عَلَينا في دينِنا أن نَفعَلَ بِأَشرافِ أهلِ زَمانِنا ، ثُمَّ قالَ : أصلَحَكَ اللَّهُ ! ما تَقولُ في فِرقَةٍ ادَّعَت دَعوى‏ فَشَهِدَت لَهُم فِرقَةٌ اُخرى‏ مُعَدَّلونَ؟ قالَ : الدَّعوى‏ لَهُم . قالَ : فَادَّعَت فِرقَةٌ اُخرى‏ دَعوى‏ فَلَم يَجِدوا شُهوداً مِن غَيرِهِم ، قالَ : لا شَي‏ءَ لَهُم ، قالَ : فَإِنّا نَحنُ ادَّعَينا أنَّ عيسى‏ روحُ اللَّهِ وكَلِمَتُهُ ألقاها ، فَوافَقَنا عَلى‏ ذلِكَ المُسلِمونَ ، وَادَّعَى المُسلِمونَ أنَّ مُحَمَّداً نَبِيٌّ فَلَم نُتابِعهُم عَلَيهِ ، وما

1.]الزيادة ليست في المصدر ، وأثبتناها من كمال الدين وبحار الأنوار .

2.الكافي : ج ۸ ص ۱۱۳ ح ۹۲ ، كمال الدين : ص ۲۱۳ ح ۲ نحوه وكلاهما عن أبي حمزة ، بحار الأنوار : ج ۱۱ ص ۴۳ ح ۴۹ .

3.الكافي : ج ۸ ص ۱۱۷ ح ۹۲ ، كمال الدين : ص ۲۱۷ ح ۲ كلاهما عن أبي حمزة ، بحار الأنوار: ج ۱۱ ص ۴۸ ح ۴۹ .

4.راجع الآية : ۶ من سورة الصفّ .

5.الكافي : ج ۱ ص ۲۹۳ ح ۳ ، بصائر الدرجات : ص ۴۶۹ ح ۴ نحوه وليس فيه «وعذري وعذركم» وكلاهما عن عبدالحميد بن أبي الديلم ، بحار الأنوار : ج ۱۷ ص ۱۴۲ ح ۲۹ .

6.الجَثليق والجاثليق : متقدّم الأساقفة - يونانيّة - (المنجد : ص ۷۹ «جثل») .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 32809
صفحه از 616
پرینت  ارسال به