إلَى المَدينَةِ في حَياةِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَلَمّا فَرَغتُ مِن بَيعَتي ، قُلتُ : لَأَلقَيَنَّ هذَا الرَّجُلَ ، فَلَأَسمَعَنَّ مِنهُ ، قالَ : فَتَلَقّاني بَينَ أبي بَكرٍ وعُمَرَ يَمشونَ ، فَتَبِعتُهُم في أقفائِهِم حَتّى أتَوا عَلى رَجُلٍ مِنَ اليَهودِ ، ناشِراً التَّوراةَ يَقرَؤُها ، يُعَزّي بِها نَفسَهُ عَلَى ابنٍ لَهُ فِي المَوتِ ، كَأَحسَنِ الفِتيانِ وأجمَلِهِ .
فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : أنشُدُكَ بِالَّذي أنزَلَ التَّوراةَ ، هَل تَجِدُ في كِتابِكَ ذا صِفَتي ومَخرَجي؟ فَقالَ بِرَأسِهِ هكَذا ؛ أي لا ، فَقالَ ابنُهُ : إي۱ وَالَّذي أنزَلَ التَّوراةَ ، إنّا لَنَجِدُ في كِتابِنا صِفَتَكَ ومَخرَجَكَ ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ ، وأنَّكَ رَسولُ اللَّهِ .
فَقالَ : «أقيمُوا اليَهودِيَ۲ عَن أخيكُم» ثُمَّ وَلِيَ كَفنَهُ وحَنَّطَهُ ، وصَلّى عَلَيهِ .۳
۴۶۶. سنن الدارمي عن ابن عبّاس : إنَّهُ سَأَلَ كَعبَ الأَحبارِ : كَيفَ تَجِدُ نَعتَ رَسولِ اللَّه صلى اللّه عليه و آله فِي التَّوراةِ؟
فَقالَ كَعبٌ : نَجِدُهُ مُحَمَّدَ بنَ عَبدِاللَّهِ يولَدُ بِمَكَّةَ ، ويُهاجِرُ إلى طابَةَ۴... ، ولَيسَ بِفَحّاشٍ ، ولا صَخّابٍ فِي الأَسواقِ ، ولا يُكافِئُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ ، ولكِن يَعفو ويَغفِرُ ، اُمَّتُهُ الحَمّادونَ ؛ يَحمَدونَ اللَّهَ في كُلِّ سَرّاءَ وضَرّاءَ ، ويُكَبِّرونَ اللَّهَ عَلى كُلِّ نَجدٍ۵ ، يُوَضِّئونَ أطرافَهُم ، ويَأتَزِرونَ في أوساطِهِم ، يَصُفّونَ في صَلاتِهِم كَما يَصُفّونَ في قِتالِهِم ، دَوِيُّهُم في مَساجِدِهِم كَدَوِيِّ النَّحلِ ، يُسمَعُ۶ مُناديهِم في جَوِّ السَّماءِ .۷
۴۶۷. الإمام عليّ عليه السلام : لَم يُخلِ اللَّهُ سُبحانَهُ خَلقَهُ مِن نَبِيٍّ مُرسَلٍ ، أو كِتابٍ مُنزَلٍ ، أو حُجَّةٍ
1.في المصدر : «إنّي» بدل «إي» ، والصواب ما أثبتناه كما في تفسير ابن كثير .
2.في المصدر : «اليهود» بدل «اليهوديّ » ، والصواب ما أثبتناه كما في تفسير ابن كثير .
3.مسند ابن حنبل : ج ۹ ص ۱۲۸ ح ۲۳۵۵۱ ، تفسير ابن كثير : ج ۳ ص ۴۸۱ .
4.طابة : من أسماء مدينة النبيّ صلى اللّه عليه و آله (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۲۹ «طيب») .
5.النَّجد : ما ارتفع من الأرض (المصباح المنير : ص ۵۹۳ « نجد » ) .
6.في المصدر : «يستمع» ، والتصويب من المصادر الاُخرى .
7.سنن الدارمي : ج ۱ ص ۱۰ ح ۸ ، الطبقات الكبرى : ج ۱ ص ۳۶۰ وليس فيه ذيله من «اُمّته الحمّادون» ، تاريخ دمشق : ج ۱ ص ۱۸۵ ؛ بحار الأنوار: ج ۶۴ ص ۲۳۹ .