463
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

قالَ: فَما يَمنَعُكَ أنتَ؟ قالَ: أكرَهُ خِلافَ قَومي، وعَسى‏ أن يَتَّبِعوكَ ويُسلِموا فَاُسلِمَ.۱

۴۶۳. رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : صِفَتي [في التوراة۲ أحمَدُ المُتَوَكِّلُ ، لَيسَ بِفَظٍّ ولا غَليظٍ ، يَجزي بِالحَسَنَةِ الحَسَنَةَ ، ولا يُكافِئُ السَّيِّئَةَ ، مَولِدُهُ بِمَكَّةَ ، ومُهاجَرُهُ طَيبَةُ۳ ، واُمَّتُهُ الحَمّادونَ ، يَأتَزِرونَ عَلى‏ أنصافِهِم ويُوَضِّئونَ‏۴ أطرافَهُم ، أناجيلُهم في صُدورِهِم ، يَصُفّونَ لِلصَّلاةِ كَما يَصُفّونَ لِلقِتالِ ، قُربانُهُمُ الَّذي يَتَقَرَّبونَ بِهِ إلَيَّ دِماؤُهُم ، رُهبانٌ بِاللَّيلِ لُيوثٌ بِالنَّهارِ .۵

۴۶۴. صحيح البخاري عن عطاء بن يسار : لَقيتُ عَبدَاللَّهِ بنَ عَمرِو بنِ العاصِ ، قُلتُ : أخبِرني عَن صِفَةِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله فِي التَّوراةِ ، قالَ : أجَل وَاللَّهِ ، إنَّهُ لَمَوصوفٌ فِي التَّوراةِ بِبَعضِ صِفَتِهِ فِي القُرآنِ : « يَأَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّا أَرْسَلْنَكَ شَهِدًا وَ مُبَشِّرًا وَ نَذِيرًا »۶ وحِرزاً لِلاُمِّيّينَ ، أنتَ عَبدي ورَسولي ، سَمَّيتُكَ المُتَوَكِّلَ ، لَيسَ بِفَظٍّ۷ ولا غَليظٍ ، ولا سَخّابٍ‏۸ فِي الأَسواقِ، ولا يَدفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، ولكِن يَعفو ويَغفِرُ، ولَن يَقبِضَهُ‏اللَّهُ حَتّى‏ يُقيمَ بِهِ المِلَّةَ العَوجاءَ بِأَن يَقولوا : لا إلهَ إلَّا اللَّهُ ، ويَفتَحَ بِها أعيُناً عُمياً ، وآذاناً صُمّاً ، وقُلوباً غُلفاً .۹

۴۶۵. مسند ابن حنبل عن أبي صخر العقيلي : حَدَّثَني رَجُلٌ مِنَ الأَعرابِ ، قالَ : جَلَبتُ جَلوبَةً

1.الطبقات الكبرى : ج ۱ ص ۱۶۴ ، تاريخ دمشق : ج ۳ ص ۴۱۸ ح ۷۶۸ .

2.]ما بين المعقوفتين توضيح يستفاد من ساير الروايات التي فيها تلك الفقرات .

3.طَيْبَةُ : اسم مدينة الرسول صلى اللّه عليه و آله (الصحاح : ج ۱ ص ۱۷۳ «طيب») .

4.في المصدر : «ويوصون» ، والتصويب من كنز العمّال .

5.المعجم الكبير : ج ۱۰ ص ۸۹ ح ۱۰۰۴۶ عن عبد اللَّه بن مسعود ، الفردوس : ج ۲ ص ۴۰۰ ح ۳۷۷۹ عن جابر ، كنز العمّال : ج ۱۱ ص ۴۰۱ ح ۳۱۸۶۶ .

6.الأحزاب : ۴۵ .

7.فَظٌّ غليظ : هما بمعنى السيّئ الخُلُق القاسي القلب (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۴۰۴ «فظظ») .

8.الصَّخَبُ والسَّخَبُ : الضجّة واختلاط الأصوات للخصام (لسان العرب : ج ۱ ص ۵۲۱ «صخب») .

9.صحيح البخاري : ج ۲ ص ۷۴۷ ح ۲۰۱۸ ، مسند ابن حنبل : ج ۲ ص ۵۸۴ ح ۶۶۳۳ ، السنن الكبرى : ج ۷ ص ۷۲ ح ۱۳۳۰۰ ، سنن الدارمي : ج ۱ ص ۹ ح ۶ ، الطبقات الكبرى : ج ۱ ص ۳۶۰ كلاهما عن عبداللَّه بن سلام نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۲ ص ۳۹۰ ح ۳۵۴۱۴ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
462

بَينَ أظهُرِنا ، فَآمَنّا بِهِ وكَفَرَ بِهِ بَغياً وحَسَداً . فَقُلنا : وَيلَكَ يا فُلانُ ! ألَستَ بِالَّذي قُلتَ لَنا فيهِ ما قُلتَ؟ قالَ : بَلى‏ ، ولَيسَ بِهِ .۱

۴۶۱. صحيح ابن حبّان عن الفلتان بن عاصم : كُنّا قُعوداً مَعَ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله فِي المَسجِدِ ، فَشَخَصَ بَصَرُهُ إلى‏ رَجُلٍ يَمشي فِي المَسجِدِ ، فَقالَ :
يا فُلانُ ، أتَشهَدُ أنّي رَسولُ اللَّهِ؟ قالَ : لا ، قالَ : أتَقرَأُ التَّوراةَ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : وَالإِنجيلَ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : وَالقُرآنَ؟ قالَ : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لَو أشاءُ لَقَرَأتُهُ .
قالَ : ثُمَّ أنشَدَهُ ، فَقالَ : تَجِدُني فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ؟ قالَ : نَجِدُ مَثَلَكَ ومَثَلَ اُمَّتِكَ ومَثَلَ مَخرَجِكَ ، وكُنّا نَرجو أن تَكونَ فينا ، فَلَمّا خَرَجتَ تَخَوَّفنا أن تَكونَ أنتَ ، فَنَظَرنا فَإِذا لَيسَ أنتَ هُوَ .
قالَ : ولِمَ ذاكَ؟ قالَ : إنَّ مَعَهُ مِن اُمَّتِهِ سَبعينَ ألفاً لَيسَ عَلَيهِم حِسابٌ ولا عِقابٌ ، وإنَّ ما مَعَكَ نَفَرٌ يَسيرٌ؛ قالَ : فَوَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لَأَنَا هُوَ ، وإنَّها لَاُمَّتي ، وإنَّهُم لَأَكثَرُ مِن سَبعينَ ألفاً وسَبعينَ ألفاً وسَبعينَ ألفاً .۲

۴۶۲. الطبقات الكبرى عن أبي هريرة : أتى‏ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله بَيتَ المِدراسِ ، فَقالَ : أخرِجوا إلَيَّ أعلَمَكُم ، فَقالوا: عَبدُاللَّهِ بنُ صورِيا ، فَخَلا بِهِ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَناشَدَهُ بِدينِهِ وبِما أنعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَيهِم وأطعَمَهُم مِنَ المَنِّ وَالسَّلوى‏۳ ، وظَلَّلَهُم بِهِ مِنَ الغَمامِ: أتَعلَمُ أنّي رَسولُ اللَّهِ؟ قالَ : اللَّهُمَّ نَعَم ، وإنَّ القَومَ لَيَعرِفونَ ما أعرِفُ ، وإنَّ صِفَتَكَ ونَعتَكَ لَمُبَيَّنٌ فِي التَّوراةِ ولكِنَّهُم حَسَدوكَ .

1.مسند ابن حنبل : ج ۵ ص ۳۷۰ ح ۱۵۸۴۱ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۴۷۱ ح ۵۷۶۴ ، التاريخ الكبير : ج ۴ ص ۶۸ الرقم ۱۹۸۶ ، دلائل النبوّة للبيهقي : ج ۲ ص ۷۸ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج ۱ ص ۲۲۶ كلّها نحوه .

2.صحيح ابن حبّان : ج ۱۴ ص ۵۴۱ ح ۶۵۸۰ ، المعجم الكبير : ج ۱۸ ص ۳۳۲ ح ۸۵۴ ، موارد الظمآن : ص ۵۱۸ ح ۲۱۰۷ ، الإصابة : ج ۵ ص ۲۸۹ الرقم ۷۰۲۱ نحوه .

3.المَنُّ : شي‏ء كالطلّ فيه حلاوة يسقط على الشجر ، والسلوى: طائر (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۷۷۸ «منن») .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 32817
صفحه از 616
پرینت  ارسال به