الذات، ولا تكتمل الذات من دونها؛ ولذلك فقد اعتبر اللَّه في الآيات الآتية هذا النوع من صفاته وأفعاله زمانياً:
« وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِى أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِى ».۱
وقال أيضاً:
« وَ قَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَ لَمْ تَكُ شَيًْا ».۲
و :
« فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ».۳
وبناء على ذلك فإنّ كلام اللَّه يعتبر من الأفعال الزمانية، كصفاته الفعلية الاُخرى، ولا يصحّ إطلاق القدم عليها.۴
ويعتبر العلّامة الطباطبائي - في تعريف آخر للكلام وسعياً منه لتعميم نطاقه - أنّ الكلام قابلاً للإطلاق على كلّ معلول بالنسبة إلى علّته، ومن ثمّ فإنّ الكلام - حسب هذا التعريف - أمر حقيقي لا اعتباري، وكلّ صفة ذاتية لكلّ شيء هي من هذا المنظار كلامه؛ لأنّها تكشف عن مكنون ذاته وتميط اللثام عنها، وهو نفس المعنى الذي أراده الفلاسفة من الصفة الذاتية.۵
ويتّضح من خلال هذه الإيضاحات أنّ كلمة «الكلام» لها إطلاقان: لفظي وفعلي، وتشير إلى فعلين إلهيين، والجامع بينهما أنّ هذه الأفعال تصدر من منبع الجمال الإلهي وتُظهر الكمال الإلهي.
ويرى العلّامة الطباطبائي - في خلال الاستنتاج من مجموع المواضيع السابقة -