والكلام الإلهي، ليس واضحاً بدقّة. ۱
۱. الحدوث والقدم
الحدوث يعني أن يسبق شيء مّا بالعدم۲، والقدم على العكس منه؛ وهو أن يكون الشيء غير مسبوق بالعدم. وللحدوث والقدم أقسام هي: الزماني، والذاتي، والدهري، وبالحقّ. والقسمان الذاتي والزماني هما المرتبطان بهذا البحث.
وأمّا القدم الذاتي فهو عبارة عن أن يكون وجود الشيء مستنداً إلى ذاته، ولا يكون أيّ سبب له. والحدوث الذاتي: هو أن لا يكون وجود الشيء مستنداً إلى ذاته، بل إلى الغير۳. كما أنّ القدم الزماني يعني أن لا يكون وجود الشيء مسبوقاً من الناحية الزمانية بزمان سابق. والحدوث الزماني يعني: حدوث شيء بعد أن لم يكن موجوداً.
وقد كان أنصار حدوث القرآن يظنّون أنّ القول بقدم القرآن يعني قدمه الذاتي؛ ولأنّهم كانوا يعتبرون اللَّه - تعالى - هو وحده الأزلي والقديم وما عداه حادث ومخلوق، رأوا القرآن حادثاً. وفي المقابل، رأى أنصار قدم القرآن أنّه قديم وأزلي زماني، ولم يتصوّروا عهداً وزماناً لا يوجد القرآن فيه.۴
۲. العلاقة بين الكلام والمتكلّم
اختلفت آراء المتكلّمين في دور الكلام باعتباره صفة فعلية أو ذاتية للمتكلّم۵، فيرى المعتزلة أنّ الكلام الإلهي هو صفة فعل اللَّه۶، فيما يرى الأشاعرة - خلافاً لهم -
1.نهاية الحكمة: ص ۲۸۶ - ۲۸۹.
2.راجع: الميزان في تفسير القرآن: ج ۱۴ ص ۲۴۸.
3.راجع: البيان في تفسير القرآن: ص ۴۰۸ فما بعد.
4.شرح الاُصول الخمسة: ص ۳۵۷ - ۳۶۰.
5.شرح الاُصول الخمسة: ص ۳۶۰؛ نهاية الاُصول: ص ۷۷.
6.الميزان في تفسير القرآن: ج ۱۴ ص ۲۴۹.