في بعض الروايات، فقد جاء في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:
... ان القرآن كلام اللَّه محدث غير مخلوق و غير أزلي مع اللَّه تعالى ذكره وتعالى عن ذلك علواً كبيرا ، كان اللَّه عزوجل ولا بشيء غير اللَّه معروف ولا مجهول كان عزوجل ولا متلك ولا مربد ولا متحرك ولا فاعل جل و عز ربناء فجميع هذه الصفات محدثه عند حدوث الفعل منه جل و عز ربنا . والقرآن كلام اللَّه غير مخلوق فيه خبر من كان قبلكم وخبر ما يكون بعدكم أنزل من عند اللَّه على محمد رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله .۱
كما يقول الشيخ المفيد في هذا المجال:
« إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَنًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَ اعْبُدُوهُ وَ اشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ».۲
ويبدو أنّ القرآن اعتبر غير مخلوق - خلافاً للمشهور - في طائفة قليلة من الروايات۳. قال الشيخ الصدوق:
قد جاء في الكتاب أنّ القرآن كلام اللَّه ووحي اللَّه وقول اللَّه وكتاب اللَّه، ولم يجيء فيه أنّه مخلوق، وإنّما امتنعنا من إطلاق المخلوق عليه؛ لانّ المخلوق في اللغة قد يكون مكذوباً، ويقال: كلام مخلوق، أي مكذوب قال اللَّه تبارك و تعالى: « إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَنًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا »۴ .۵
وجهة نظر الفرق والمذاهب
يرى أهل السنّة وخاصّة المذهب المالكي والشافعي والحنبلي - وعلى إثر نزعة أهل الحديث السائدة بينهم - أنّ كلام اللَّه عبارة عن علمه، وهو قديم