437
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

عَلى‏ أبِي الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام ، فَاستَأذَنَهُ فَأَذِنَ لَهُ ، فَدَخَلَ فَسَأَلَهُ عَن أشياءَ مِنَ الحَلالِ وَالحَرامِ وَالفَرائِضِ وَالأَحكامِ ، حَتّى‏ بَلَغَ سُؤالُهُ إلَى التَّوحيدِ ... فَقالَ أبو قُرَّةَ : فَما تَقولُ فِي الكُتُبِ ؟
فَقالَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام : التَّوراةُ وَالإِنجيلُ وَالزَّبورُ وَالفُرقانُ وكُلُّ كِتابٍ اُنزِلَ كانَ كَلامَ اللَّهِ ، أنزَلَهُ لِلعالَمينَ نوراً وهُدىً ، وهِيَ كُلُّها مَحدَثَةٌ وهِيَ غَيرُ اللَّهِ ، حَيثُ يَقولُ : « أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا »۱ وقالَ : « مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَ هُمْ يَلْعَبُونَ »۲ وَاللَّهُ أحدَثَ الكُتُبَ كُلَّهَا الَّتي أنزَلَها . فَقالَ أبو قُرَّةَ : فَهَل تَفنى‏؟
فَقالَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام : أجمَعَ المُسلِمونَ عَلى‏ أنَّ ما سِوَى اللَّهِ فانٍ ، وما سِوَى اللَّهِ فِعلُ اللَّهِ ، وَالتَّوراةُ وَالإِنجيلُ وَالزَّبورُ وَالفُرقانُ فِعلُ اللَّهِ ، ألَم تَسمَعِ النّاسَ يَقولونَ : «رَبُّ القُرآنِ»؟ وأنَّ القُرآنَ يَقولُ يَومَ القِيامَةِ : يا رَبِّ هذا فُلانٌ - وهُوَ أعرَفُ بِهِ مِنهُ - قَد أظمَأتُ نَهارَهُ وأسهَرتُ لَيلَهُ ، فَشَفِّعني فيهِ؛ وكَذلِكَ التَّوراةُ وَالإِنجيلُ وَالزَّبورُ وهِيَ‏
كُلُّها مُحدَثَةٌ مَربوبَةٌ ، أحدَثَها مَن لَيسَ كَمِثلِهِ شَي‏ءٌ هُدىً لِقَومٍ يَعقِلونَ ، فَمَن زَعَمَ أنَّهُنَّ لَم يَزَلنَ مَعَهُ فَقَد أظهَرَ أنَّ اللَّهَ لَيسَ بِأَوَّلِ قَديمٍ ولا واحِدٍ ، وأنَّ الكَلامَ لَم يَزَل مَعَهُ ولَيسَ لَهُ بَدءٌ ولَيسَ بِإِلهٍ .
قالَ أبُو قُرَّةَ : وإنّا رُوِّينا أنَّ الكُتُبَ كُلَّها تَجي‏ءُ يَومَ القِيامَةِ وَالنّاسُ في صَعيدٍ۳ واحِدٍ صُفوفٌ قِيامٌ لِرَبِّ العالَمينَ ، يَنظرونَ حَتّى‏ تَرجِعَ فيهِ ؛ لِأَنَّها مِنهُ وهِيَ جُزءٌ مِنهُ فَإِلَيهِ تَصيرُ .
قالَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام : فَهكَذا قالَتِ النَّصارى‏ فِي المَسيحِ : إنَّهُ روحُهُ وجُزءٌ مِنهُ ويَرجِعُ فيهِ ، وكَذلِكَ قالَتِ المَجوسُ فِي النّارِ وَالشَّمسِ : إنَّهُما جُزءٌ مِنهُ ويَرجِعُ فيهِ ، تَعالى‏ رَبُّنا أن يَكونَ مُتَجَزِّياً أو مُختَلِفاً... .۴

1.طه : ۱۱۳ .

2.الأنبياء : ۲ .

3.الصَّعِيدُ : الأرض ، والصعيد : الطريق سُمّي بالصعيد من التراب (لسان العرب : ج ۳ ص ۲۵۴ «صعد») .

4.الاحتجاج : ج ۲ ص ۳۷۳ ح ۲۸۵ ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۳۴۳ ح ۵ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
436

فَتَكونَ مِنَ الضّالّينَ ، جَعَلَنَا اللَّهُ وإيّاكَ مِنَ الَّذينَ يَخشَونَ رَبَّهُم بِالغَيبِ وهُم مِنَ السّاعَةِ مُشفِقونَ .۱

۹ / ۲

الكلام صفة محدثة ليست بأزليّة

الكتاب‏

« وَ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى‏ تَكْلِيمًا » .۲

الحديث‏

۴۳۹. الإمام عليّ عليه السلام : يُخبِرُ لا بِلِسانٍ ولَهَواتٍ ، ويَسمَعُ لا بِخُروقٍ وأَدَواتٍ ، يَقولُ ولا يَلفِظُ ، ويَحفَظُ ولا يَتَحَفَّظُ ... يَقولُ لِمَن أَرادَ كونَهُ : «كُن» فَيَكونُ : لا بِصوتٍ يَقرَعُ ، ولا بِنِداءٍ يُسمَعُ ، وإِنَّما كَلامُهُ سُبحانَهُ فِعلٌ مِنهُ ، أَنشَأَهُ ومَثَّلَهُ ، لَم يَكُن مِن قَبلِ ذلِكَ كائِناً ، ولَو كانَ قَديماً لَكانَ إِلهاً ثانِياً .۳

۹ / ۳

الكتب السّماويّة كلّها محدثة

الكتاب‏

« وَ كَذَ لِكَ أَنزَلْنَهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا وَ صَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا » .۴

« مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَ هُمْ يَلْعَبُونَ » .۵

الحديث‏

۴۴۰. الاحتجاج عن صفوان بن يحيى : سَأَلَني أبو قُرَّةَ المُحَدِّثُ صاحِبُ شُبرُمَةَ أن اُدخِلَهُ

1.التوحيد : ص ۲۲۴ ح ۴ ، الأمالي للصدوق : ص ۶۳۹ ح ۸۶۴ كلاهما عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، روضة الواعظين : ص ۴۷ ، بحار الأنوار: ج ۹۲ ص ۱۱۸ ح ۴ .

2.النساء : ۸۳ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۶ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۴۷۷ ح ۱۱۶ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۲۵۴ ح ۸ .

4.طه : ۱۱۳ .

5.الانبياء : ۲ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27473
صفحه از 616
پرینت  ارسال به