433
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

لكلمة النسخ - وخاصّة في مباحث اُصول الفقه - لا يدلّ إلّا على التنافي غير القابل للجمع بين الحكمين والاعتبار الشرعي.

ويتعلّق مصطلح «النسخ» بالعصرين الوسيط والمتأخّر؛ ولذلك لا يمكن حمل كلمة النسخ في الآيات وروايات النبيّ صلى اللّه عليه و آله وأهل البيت عليهم السلام على هذا المصطلح المتأخّر عن عهد نزول الآيات وصدور الروايات، بل اُريد منه المعنى اللغوي لكلمة النسخ في اصطلاح العلماء القدامى - من مفسّرين وفقهاء - لا معناها الاصطلاحي.

۵. توضّح سعة المعنى اللغوي لكلمة النسخ والإشارات الكثيرة لآليات والروايات إلى وجود النسخ في القرآن: أنّ الاستعمال القرآني لكلمة النسخ يطابق المعنى اللغوي، ويشمل كلّ تغيير في الحكم، ومنه التخصيص والتقييد.

ولهذا المعنى من النسخ مصاديق عديدة في القرآن، وقد بيّن بعضها في روايات أهل البيت عليهم السلام حيث وردت في الأقسام السابقة. والروايات المبيّنة لمصاديق النسخ القرآني، وكذلك الآيات والروايات الدالّة على النسخ في القرآن، مقبولة ولا حاجة لها إلى التبرير والتأويل.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
432

بضع آيات معدودة، مثل: آية الإمتاع (البقرة: الآية ۲۴۰)، وآية النجوى (المجادلة: الآية ۱۲)، وآية عدد المقاتلين (الأنفال: الآية ۶۵)۱، إلّا أنّه رأى في نهاية عمره نسخ هذه الآيات نفسها غير مقبول، متجاوزاً بذلك رأي اُستاذه آية اللَّه الخوئي، وقدّم لكلّ منها تفسيراً واستنباطات جديدة.۲

الخلاصة

نلخص النتيجة التي تمّ الحصول عليها من مجموع البحوث السابقة كما يلي:

۱. لا يوجد النسخ بمعنى التنافي بين آيات القرآن مطلقاً. ومثل هذا المعنى لكلمة النسخ في الاستخدامات القرآنية والروائية، لا يمكن أن يكون هو المقصود.

۲. أعلن بصراحة في آيات من القرآن والكثير من روايات أهل البيت عليهم السلام أنّ بعض آيات القرآن قد نسخ، ولذلك فإنّ إنكار وجود النسخ في القرآن تماماً ليس صحيحاً، ويتعارض مع الآيات والروايات.

۳. نظراً إلى كثرة الآيات والروايات المشيرة إلى النسخ في القرآن، فإنّ دعوى محدودية النسخ بموضع واحد ليست تامّة، بل وإن قلنا بإثنين أو ثلاثة مواضع من النسخ في القرآن فإنّ هذا العدد من الآيات والروايات الدالّة على النسخ لا يمكن أن يراد به الدلاله على هذا العدد القليل.

۴. الإشكال الرئيس في هذا البحث ناجم عن الخلط بين المعنى اللغوي لكلمة النسخ وبين معناها الاصطلاحي. وكما مرّ بنا، فإنّ المعنى اللغوي للنسخ يشمل كلّ نوع من التغيير والتبديل والتخصيص والتقييد، في حين أنّ المعنى الاصطلاحي

1.راجع: التمهيد: ج ۲ ص ۲۷۹، ۲۸۰، ۲۹۱، ۳۰۰، ۳۰۱، ۳۰۳، ۳۰۵، ۳۰۶، ۳۲۵.

2.ذكر هذا الرأي في حوار أجري معه شفهيّاً، ولم يجد الأستاذ فرصة لإعادة النظر فيه وتنقيحه، وطبع الحوار في فصلية بيّنات، العدد ۲۴ (شتاء ۸۳)، ص ۱۰۶.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27903
صفحه از 616
پرینت  ارسال به