المطروح في اصطلاح المتأخّرين لا وجود له في القرآن.
وتظهر دراسة لما قيل في هذا المجال: إنّ اختلاف الآراء في عدد الآيات المنسوخة أو وجودها وعدمه ناجم عن اختلافهم في تعريف النسخ، وفلو عرّفنا النسخ بمعنى التنافي والتنافر بين آيتين - كما عرّفه المتأخّرون - فإنّ النسخ بهذا المعنى لا وجود له في القرآن أساساً.
وأمّا إذا اعتبرنا النسخ التنافي الظاهري والبدائي بين الآيتين، بحيث يشمل تخصيص العام وتقييد المطلق وبيان المجمل أيضاً - أي نفس المعنى اللغوي للنسخ المستخدم في القرآن والحديث، وكان المقصود من نسخه حسب اصطلاح القدماء - فإنّ النسخ سيكون كثيراً في القرآن.
وبناء على ذلك، فكلّما أصبح تعريف النسخ محدوداً أكثر قلّ عدد الآيات المنسوخة، حتّى قال البعض بعدم وجود نسخ في القرآن.
وعلى هذا الأساس، فإنّ الآيات المنسوخة كثيرة في مؤلّفات القدماء، مثل: قتادة بن دعامة السدوسي (ت ۱۱۷ق)، والزهري (ت ۱۲۴ق)، وابن الجوزي (ت ۵۹۷ق).۱
ويبلغ عدد الآيات المنسوخة على ما يرى ابن الجوزي (۲۴۷) ، ابن حزم وابن سلامة (۳۱۴) والنحاس (۱۳۴)، والسيوطي (۲۰) آية۲.
ولم ير آية اللَّه الخوئي أنّ هنالك نسخاً في القرآن، سوى آية واحدة، وذلك في معرض ردّه على الأشخاص الذين اعتبروا النسخ في القرآن كثيراً.۳
كما لم يؤيّد آية اللَّه معرفت كثرة النسخ، ولم يبد طيلة عمره سوى رأيين في هذا المجال، فلم يرَ في البدء ولمدّة طويلة أنّ هنالك مواضع للنسخ في القرآن سوى في