موجودة في الأشياء التي تتطلّب الوجوب والحرمة وأمثالهما، وبما أنّه قد تكون هذه المصالح والمفاسد مؤقّتة، فإنّ حكمها يتغيّر بمرور الزمان. وفي مثل هذه الحالات، تتعلّق إرادة اللَّه - تعالى - منذ البدء بسنّ القانون المؤقّت، ولا تحدث إعادة نظر وتغيير في الحكم الإلهي۱؛ وبناء على ذلك، فما هو معروف باسم «النسخ القرآني» ما هو إلّا إعلان لانتهاء زمان العمل بالحكم المنسوخ، وبدء زمان العمل بالناسخ.
۵. الأنواع المتصوّرة للنسخ في القرآن
تمّ تصوّر أنواع مختلفة للنسخ في القرآن، أهمّها:
أوّلاً. نسخ الحكم والتلاوة
تمّ حسب هذا الفرض حذف الآية المشتملة على حكم مّا من القرآن تماماً. والنموذج الذي ذكر لهذا النوع من النسخ هو بناء على رواية ضعيفة عن عائشة، تقول فيها: نزلت على النبيّ صلى اللّه عليه و آله آية بهذا النصّ:
عَشْرُ رَضَعاتٍ مَعلُوماتٍ يُحرِمْنَ .
ثمّ نسخت بآية اُخرى كانت تعتبر خمس مرّات كافية. وكلتا الآيتين (الناسخة والمنسوخة) كانتا في القرآن والناس يتلونهما، إلّا أنّ حيواناً أكلهما من المصحف الذي كانتا مسجّلتين فيه.۲
ترى كيف من الممكن أن تكون بعض الآيات التي كانت تتلى دوماً من قبل الجميع، بل وكانت تتلى بعد النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، قد أكلها ماعز بعد وفاته صلى اللّه عليه و آله ، لتزول الآيتان كلتاهما؟!