فاستعمل النسخ في هذه الآية بمعناه اللغوي، أي إزالة أمر وإثبات أمر آخر مكانه، ويشمل النسخ التشريعي - أي استبدال حكم من الأحكام الإلهية - والنسخ التكويني، أي إحلال آية من الآيات التكوينية الإلهية مثل النبيّ والإمام بدلاً من نبيّ وإمام آخر.۱
۲. الآية ۵۲ من سورة الحجّ:
« وَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَ لَا نَبِىٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَنُ فِى أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِى الشَّيْطَنُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ » .
والمراد من النسخ في هذه الآية أيضاً معناه اللغوي، أي إزالة الإلقاءات الشيطانية وإحلال الآيات الإلهية محلّها.
۳. الآية ۱۵۴ من سورة الأعراف:
« وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَْلْوَاحَ وَفِى نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ » .
فإنّ نسخ الكتاب واستنساخه من ذلك الجذر اللغوي نفسه، فعندما يستنسخ شخص مّا كتاباً يبدو وكأنّه يضع الكتاب الأصلي جانباً ويحوّله إلى نسخة جديدة؛ ولذلك استعملت في آية اُخرى كلمة «تبديل» بدلاً من كلمة «النسخ» التي جاءت في الآية ۱۰۶ من سورة البقرة: « وَ إِذَا بَدَّلْنَا ءَايَةً مَّكَانَ ءَايَةٍ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ».۲
۴. الآية ۲۹ من سورة الجاثية:
« هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ » .
وقد أخذ الاستنساخ في هذه الآية أيضاً من «النسخ»، ويعني استنساخ أعمال