بحث في النسخ في القرآن
يعتبر النسخ من المسائل المثيرة للجدل في القرآن الكريم؛ حيث أثارت ما هيّته و إمكانيته ومصاديقه ومسائله، مباحث واسعة في الدراسات القرآنية. وحصيلة هذه المباحث تترك أثرها - بنحو مباشر أو غير مباشر - على علوم مثل التفسير والفقه. ولا تخفى أهمّية علم الناسخ والمنسوخ في البحوث التفسيرية. كما أنّ النظر في هذا العلم ضروري في الجهود الفقهية أيضاً؛ لأنّ الفقيه عليه أن يميّز بين الآيات المنسوخة عند استنباط الأحكام الشرعية من القرآن كي لا يتّخذها - على فرض وجودها - أساس الاستنباطات الفقهية.
كما يرتبط النسخ في علم الكلام وفلسفة الدين ببعض المسائل المهمّة، مثل: البداء، وعلم اللَّه وقدرته، والقضاء والقدر، وفلسفة التشريع.
كما تحدّثت روايات أهل البيت عليهم السلام عن أهمّية علم الناسخ والمنسوخ في تفسير القرآن وبيان الأحكام، واعتبرت التمييز بين مواضع النسخ ومعرفة مسائله من العلوم الأساسية، و من مقدّمات فهم القرآن وإبداء الرأي في المعارف الدينية.۱
وقد ألّف الباحثون في العلوم الإسلامية الكثير من المصنّفات في النسخ، وتحدّثوا عنه مفصّلاً، بحيث إنّ قسماً لافتاً للنظر من مؤلّفات علوم القرآن كتبت في النسخ، والناسخ والمنسوخ.
وفضلاً عن الكتب المستقلّة التي تناولت هذا الموضوع، فقد تطرقت مؤلّفات