السادِسَة عَشرَةَ : الآيَةُ ۳۳ مِن سورَةِ النّورِ
« وَ لْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَ الَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَبَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَنُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَ ءَاتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِى ءَاتَاكُمْ وَ لَا تُكْرِهُوا فَتَيَتِكُمْ عَلَى الْبِغَآءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ مَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَ هِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ »
۴۲۷. تفسير القمّي : قَولُهُ : « وَ لَا تُكْرِهُواْ فَتَيَتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا »۱ قالَ : كانَتِ العَرَبُ وقُرَيشٌ يَشتَرونَ الإِماءَ ويَضَعونَ عَلَيهِنَّ الضَّريبَةَ الثَّقيلَةَ ويَقولونَ : اِذهَبنَ وَ ازنينَ وَاكتَسِبنَ ، فَنَهاهُمُ اللَّهُ عزّ و جلّ عَن ذلِكَ ، فَقالَ : « وَ لَا تُكْرِهُواْ فَتَيَتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ » إلى قَولِهِ تَعالى : « غَفُورٌ رَّحِيمٌ » أي لا يُؤاخِذُهُنُّ اللَّهُ تَعالى بِذلِكَ إذا اُكرِهنَ عَلَيهِ .
وفي رِوايَةِ أبِي الجارودِ عَن أبي جَعفَرٍ عليه السلام : هذِهِ الآيَةُ مَنسوخَةٌ ، نَسَخَتها : « فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَتِ مِنَ الْعَذَابِ »۲.۳
نكتة
إنّ الآية الاُولى التي يقع البحث فيها (وهي الآية ۳۳ من سورة النور) ناظرة إلى إكراه الإماء على البغاء ، ويختلف موضوعها عن موضوع الآية الثانية (أي الآية ۲۵ من سورة النساء) الناظرة إلى ارتكاب الإماء للفاحشة على نحو الاختيار . ومن هنا لا يمكن اعتبار الآية الثانية ناسخة للآية الاُولى نسخاً اصطلاحيّاً ، والذي يُشترط فيه كون حكم الناسخ وحكم المنسوخ مرتبطين بموضوع واحد .
بناءً على ذلك ، يحتمل أنّ المراد من النسخ هنا هو إمكان إجبار الإماء وزجّهم في البغاء من قِبَل أسيادهم المشركين في زمان الجاهلية وبدء ظهور الإسلام ، ولذلك كان من الضروري أن يبيّن حكم هذه الظاهرة ، ولكن بعد ذلك حين انتشر