413
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

رَجُلَينِ لِرَجُلٍ فارّاً مِنَ الزَّحفِ .۱

الثّانِيَة عَشرَةَ: الآيَةُ ۷۲ مِن سورَةِ الأَنفالِ‏

« إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَهَدُوا بِأَمْوَ لِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ ءَاوَوا وَّنَصَرُوا أُولَائِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَيَتِهِم مِّن شَىْ‏ءٍ حَتَّى‏ يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِى الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى‏ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ »

۴۲۲. الإمام عليّ عليه السلام : إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله لَمّا هاجَرَ إلَى المَدينَةِ آخى‏ بَينَ أصحابِهِ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ ، جَعَلَ المَواريثَ عَلَى الاُخُوَّةِ فِي الدِّينِ لا في ميراثِ الأَرحامِ ، وذلِكَ قَولُهُ تَعالى‏ : « إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَهَدُواْ بِأَمْوَ لِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَل-ِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ » إلى‏ قَولِهِ سُبحانَهُ : « وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلَيَتِهِم مِّن شَىْ‏ءٍ حَتَّى‏ يُهَاجِرُواْ »۲ ، فَأَخرَجَ الأَقارِبَ مِنَ الميراثِ وأثبَتَهُ لِأَهلِ الهِجرَةِ وأهلِ الدّينِ خاصَّةً ، ثُمَّ عَطَفَ بِالقَولِ فَقالَ تَعالى‏ : « وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَْرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ »۳ ، فَكانَ مَن ماتَ مِنَ المُسلِمينَ يَصيرُ ميراثُهُ وتَرِكَتُهُ لِأَخيهِ فِي الدّينِ دونَ القَرابَةِ وَالرَّحِمِ الوَشيجَةِ .۴
فَلَمّا قَوِيَ الإِسلامُ أنزَلَ اللَّهُ : « النَّبِىُّ أَوْلَى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَ أَزْوَ جُهُ‏و أُمَّهَتُهُمْ وَأُوْلُواْ الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى‏ بِبَعْضٍ فِى كِتَبِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُهَجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُواْ إِلَى‏ أَوْلِيَالِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَ لِكَ فِى الْكِتَبِ مَسْطُورًا »۵ ، فَهذا مَعنى‏ نَسخِ آيةِ الميراثِ .۶

1.بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۷ نقلاً عن تفسير النعماني عن إسماعيل بن جابر عن الإمام الصادق عليه السلام .

2.الأنفال : ۷۲ .

3.الأنفال : ۷۳ .

4.رَحِم واشجة ووشيجة : مشتبكة متّصلة (لسان العرب : ج ۲ ص ۳۹۹ «وشج»).

5.الأحزاب : ۶.

6.بحار الأنوار : ج ۱۹ ص ۹۱ ح ۴۸ نقلاً عن تفسير النعماني عن الإمام الصادق عليه السلام وراجع : السرائر : ج ۳ ص ۲۲۶ ، تفسير القمّي : ج ۱ ص ۲۸۰ ، الطبقات الكبرى : ج ۱ ص ۲۳۸ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
412

العاشِرَةُ : الآيَةُ ۶۱ مِن سورَةِ الأَنفالِ‏

« وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ »

۴۲۰. الإمام عليّ عليه السلام - في بَيانِ النّاسِخِ وَالمَنسوخِ - : لَمّا كانَ يَومُ بَدرٍ وعَرَفَ اللَّهُ تَعالى‏ حَرَجَ المُسلِمينَ ، أنزَلَ عَلى‏ نَبِيِّهِ « وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ » .۱
فَلَمّا قَوِيَ الإِسلامُ ، وكَثُرَ المُسلِمونَ أنزَلَ اللَّهُ تَعالى‏ : « فَلَا تَهِنُواْ وَ تَدْعُواْ إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَ اللَّهُ مَعَكُمْ وَ لَن يَتِرَكُمْ أَعْمَلَكُمْ »۲ فَنَسَخَت هذِهِ الآيَةُ [الآيَةَ] الَّتي اُذِنَ لَهُم فيها أن يَجنَحوا ، ثُمَّ أنزَلَ سُبحانَهُ في آخِرِ السّورَةِ « فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ »۳إلى‏ آخِرِ الآيَةِ .۴

الحادِيَة عَشرَةَ : الآيَةُ ۶۵ مِن سورَةِ الأَنفالِ‏

« يَأَيُّهَا النَّبِىُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَبِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّايَفْقَهُونَ »

۴۲۱. الإمام عليّ عليه السلام - في بَيانِ النّاسِخِ وَالمَنسوخِ - : ومِن ذلِكَ أنَّ اللَّهَ تَعالى‏ فَرَضَ القِتالَ عَلَى الاُمَّةِ ، فَجَعَلَ عَلَى الرَّجُلِ الواحِدِ أن يُقاتِلَ عَشَرَةً مِنَ المُشرِكينَ ، فَقالَ : « إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَبِرُونَ يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِ »۵ إلى‏ آخِرِ الآيَةِ ، ثُمَّ نَسَخَها سُبحانَهُ فَقالَ : « الَْنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِ »۶ إلى‏ آخِرِ الآيَةِ ، فَنَسَخَ بِهذِهِ الآيَةِ ما قَبلَها ، فَصارَ مَن فَرَّ مِنَ المُؤمِنينَ فِي الحَربِ إن كانَت عِدَّةُ المُشرِكينَ أكثَرَ مِن رَجُلَينِ لِرَجُلٍ لَم يَكن فارّاً مِنَ الزَّحفِ ، وإن كانَ العِدَّةُ

1.الأنفال : ۶۱ .

2.محمّد : ۳۵ .

3.التوبة : ۵ .

4.بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۷ نقلاً عن تفسير النعماني عن إسماعيل بن جابر عن الإمام الصادق عليه السلام .

5.الأنفال : ۶۵ .

6.الأنفال : ۶۶ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27652
صفحه از 616
پرینت  ارسال به