اللَّهُ تَعالى أن يُحَدِّثَهُم فَقالَ: « وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِى الْكِتَبِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ ءَايَتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ - إلى قَولِهِ - حَتَّى يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ » فَكانَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله يُحَدِّثُ أصحابَهُ ، فَإِذا أقبَلَ واحِدٌ مِنَ المُشرِكينَ أمسَكَ ، فَاجتَمَعوا عَلى بَكرَةِ أبيهِم۱وقالوا: وَاللَّهِ يا مُحَمَّدُ ، إنَّ حَديثَكَ عَجَبٌ ، وكُنّا نَشتَهي أن نَسمَعَ كَلامَكَ وحَديثَكَ.
فَقالَ إنَّ رَبّي نَهاني أن اُحَدِّثَكُم فَأَنزَلَ اللَّهُ تَعالى: « عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ »۲.۳
۳۶۷. تفسير الطبري عن السدّي : كانَ المُشرِكونَ إذا جالَسُوا المُؤمِنينَ وَقَعوا فِي النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله وَالقُرآنِ ، فَسَبّوهُ وَاستَهزَؤوا بِهِ ، فَأَمَرَهُمُ اللَّهُ أن لا يَقعُدوا مَعَهُم حَتّى يَخوضوا في حَديثٍ غَيرِهِ.۴
۳۶۸. تفسير الثعلبي : إنَّ المُنافِقِينَ كانوا يَجلِسونَ إلى الأحبارِ اليَهودِ فَيَستَهزِءونَ بِالقُرآنِ وَيَكذِبونَ بِهِ وَيَحرِفونَهُ عَن مَواضِعِهِ ، فَنَهَى اللَّهُ تَعالى المُسلمينَ عَن مُجالَسَتِهِم ومُخالَطَتِهِم وَالّذي نَزَلَ في الكِتابِ قَولَهُ تعالى : « وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِى ءَايَتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ »۵.۶
۳۶۹. الإمام الباقر عليه السلام : لَمّا نَزَلَت « فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّلِمِينَ » ، قالَ المُسلِمونَ: كَيفَ نَصنَعُ إن كانَ كُلَّمَا استَهزَأَ المُشرِكونَ بِالقُرآنِ قُمنا وتَرَكناهُم ، فَلا نَدخُلُ إذاً المَسجِدَ الحَرامَ ، ولا نَطوفُ بِالبَيتِ الحَرامِ؟
1.قال الزبيدي : من الأمثال : «جاؤوا على بَكرَةِ أبيهم» إذا جاؤوا جميعاً على آخرهم ، لم يتخلّف منهم أحد (تاج العروس : ج ۶ ص ۱۱۴ «بكر» ) .
2.النبأ: ۱ و ۲ .
3.التبيان في تفسير القرآن : ج ۱۰ ص ۲۳۸ .
4.تفسير الطبري : ج ۵ الجزء ۷ ص ۲۲۸ ، الدرّ المنثور : ج ۲ ص ۷۱۸ .
5.الأنعام : ۶۸ .
6.تفسير الثعلبي : ج ۳ ص ۴۰۳ وراجع : مجمع البيان : ج ۳ ص ۱۹۴ و زاد المسير : ج ۲ ص ۲۰۸ .