391
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

اللَّهُ تَعالى‏ أن يُحَدِّثَهُم فَقالَ: « وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِى الْكِتَبِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ ءَايَتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ - إلى‏ قَولِهِ - حَتَّى‏ يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ » فَكانَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله يُحَدِّثُ أصحابَهُ ، فَإِذا أقبَلَ واحِدٌ مِنَ المُشرِكينَ أمسَكَ ، فَاجتَمَعوا عَلى‏ بَكرَةِ أبيهِم‏۱وقالوا: وَاللَّهِ يا مُحَمَّدُ ، إنَّ حَديثَكَ عَجَبٌ ، وكُنّا نَشتَهي أن نَسمَعَ كَلامَكَ وحَديثَكَ.
فَقالَ إنَّ رَبّي نَهاني أن اُحَدِّثَكُم فَأَنزَلَ اللَّهُ تَعالى‏: « عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ »۲.۳

۳۶۷. تفسير الطبري عن السدّي : كانَ المُشرِكونَ إذا جالَسُوا المُؤمِنينَ وَقَعوا فِي النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله وَالقُرآنِ ، فَسَبّوهُ وَاستَهزَؤوا بِهِ ، فَأَمَرَهُمُ اللَّهُ أن لا يَقعُدوا مَعَهُم حَتّى‏ يَخوضوا في حَديثٍ غَيرِهِ.۴

۳۶۸. تفسير الثعلبي : إنَّ المُنافِقِينَ كانوا يَجلِسونَ إلى الأحبارِ اليَهودِ فَيَستَهزِءونَ بِالقُرآنِ وَيَكذِبونَ بِهِ وَيَحرِفونَهُ عَن مَواضِعِهِ ، فَنَهَى اللَّهُ تَعالى المُسلمينَ عَن مُجالَسَتِهِم ومُخالَطَتِهِم وَالّذي نَزَلَ في الكِتابِ قَولَهُ تعالى : « وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِى ءَايَتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ »۵.۶

۳۶۹. الإمام الباقر عليه السلام : لَمّا نَزَلَت « فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى‏ مَعَ الْقَوْمِ الظَّلِمِينَ » ، قالَ المُسلِمونَ: كَيفَ نَصنَعُ إن كانَ كُلَّمَا استَهزَأَ المُشرِكونَ بِالقُرآنِ قُمنا وتَرَكناهُم ، فَلا نَدخُلُ إذاً المَسجِدَ الحَرامَ ، ولا نَطوفُ بِالبَيتِ الحَرامِ؟

1.قال الزبيدي : من الأمثال : «جاؤوا على‏ بَكرَةِ أبيهم» إذا جاؤوا جميعاً على‏ آخرهم ، لم يتخلّف منهم أحد (تاج العروس : ج ۶ ص ۱۱۴ «بكر» ) .

2.النبأ: ۱ و ۲ .

3.التبيان في تفسير القرآن : ج ۱۰ ص ۲۳۸ .

4.تفسير الطبري : ج ۵ الجزء ۷ ص ۲۲۸ ، الدرّ المنثور : ج ۲ ص ۷۱۸ .

5.الأنعام : ۶۸ .

6.تفسير الثعلبي : ج ۳ ص ۴۰۳ وراجع : مجمع البيان : ج ۳ ص ۱۹۴ و زاد المسير : ج ۲ ص ۲۰۸ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
390

۳۶۳. تفسير الطبري عن زيد بن أسلم : إنَّ رَجُلاً مِنَ المُنافِقينَ قالَ لِعَوفِ بنِ مالِكٍ في غَزوَةِ تَبوكَ: ما لِقُرّائِنا هؤُلاءِ أرغَبُنا بُطوناً ، وأكذَبُنا ألسِنَةً ، وأجبَنُنا عِندَ اللِّقاءِ؟
فَقالَ لَهُ عَوفٌ: كَذَبتَ ، ولكِنَّكَ مُنافِقٌ ، لَاُخبِرَنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله . فَذَهَبَ عَوفٌ إلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله لِيُخبِرَهُ ، فَوَجَدَ القُرآنَ قَد سَبَقَهُ.
فَقالَ زَيدٌ: قالَ عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ: فَنَظَرتُ إلَيهِ مُتَعَلِّقاً بِحَقَبِ‏۱ ناقَةِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، تَنكُبُهُ الحِجارَةُ ، يَقولُ: « إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ».
فَيَقولُ لَهُ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله : « أَبِاللَّهِ وَءَايَتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ » ، ما يَزيدُهُ.۲

۳۶۴. الإمام عليّ عليه السلام - في وَصِيَّتِهِ لِابنِهِ مُحَمَّدِ ابنِ الحَنَفِيَّةِ - : فَفَرَضَ عَلَى السَّمعِ أن لا تُصغِيَ بِهِ إلَى المَعاصي ، فَقالَ عزّ و جلّ : « وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِى الْكِتَبِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ ءَايَتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى‏ يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ » وقالَ عزّ و جلّ : « وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِى ءَايَتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى‏ يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ » ثُمَّ استَثنى‏ عزّ و جلّ مَوضِعَ النِّسيانِ فَقالَ: « وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَنُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى‏ مَعَ الْقَوْمِ الظَّلِمِينَ ».۳

۳۶۵. تفسير الطبري عن ابن جريج : كانَ المُشرِكونَ يَجلِسونَ إلَى النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله يُحِبّونَ أن يَسمَعوا مِنهُ ، فَإِذا سَمِعُوا استَهزَؤوا فَنَزَلَت: « وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِى ءَايَتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ » الآيَةَ.۴

۳۶۶. التبيان في تفسير القرآن : قيلَ في سَبَبِ نُزولِ هذِهِ الآيَةِ: إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله كانَ إذا حَدَّثَ قُرَيشاً وعَرَّفَهُم أخبارَ الاُمَمِ السّالِفَةِ ووَعَظَهُم كانوا يَهزَؤونَ بِذلِكَ ، فَنَهاهُ

1.الحَقَب : الحبل المشدود على حَقوِ البعير . أو مِن حقيبته ؛ وهي الزيادة التي تجعل في مؤخّر القَتَب ، والوعاء الذي يجمع الرجل فيه زاده (النهاية : ج ۱ ص ۴۱۲ «حقب» ) .

2.تفسير الطبري : ج ۶ الجزء ۱۰ ص ۱۷۲ ، تفسير ابن كثير : ج ۴ ص ۱۱۱ عن عبد اللَّه بن عمر نحوه .

3.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص ۶۲۶ ح ۳۲۱۵ ، الكافي : ج ۲ ص ۳۵ ح ۱ عن أبي عمرو الزبيري عن الإمام الصادق عليه السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۲۵ ح ۶ .

4.تفسير الطبري : ج ۵ الجزء ۷ ص ۲۲۹ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27890
صفحه از 616
پرینت  ارسال به