389
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

« وَ إِذَا رَءَاكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِى يَذْكُرُ ءَالِهَتَكُمْ وَ هُم بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَفِرُونَ ».۱

« وَ إِذَا عَلِمَ مِنْ ءَايَتِنَا شَيًْا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُوْلَل-ِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ».۲

« يَحْذَرُ الْمُنَفِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِى قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِءُواْ إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّاتَحْذَرُونَ » .۳

الحديث‏

۳۶۲. تفسير القمّي : قَولُهُ تَعالى‏: « يَحْذَرُ الْمُنَفِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِى قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِءُواْ إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ » قالَ: كانَ قَومٌ مِنَ المُنافِقينَ لَمّا خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله إلى‏ تَبوكَ كانوا يَتَحَدَّثونَ فيما بَينَهُم ويَقولونَ: أيَرى‏ مُحَمَّدٌ أنَّ حَربَ الرّومِ مِثلُ حَربِ غَيرِهِم ، لا يَرجِعُ مِنهُم أحَدٌ أبَداً.
فَقالَ بَعضُهُم: ما أخلَقَهُ‏۴ أن يُخبِرَ اللَّهُ مُحَمَّداً بِما كُنّا فيهِ وبِما في قُلوبِنا ، ويُنَزِّلَ عَلَيهِ بِهذا قُرآناً يَقرَؤُهُ النّاسُ ، وقالوا هذا عَلى‏ حَدِّ الاِستِهزاءِ.
فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله لِعَمّارِ بنِ ياسِرٍ : اِلحَقِ القَومَ فَإِنَّهُم قَدِ احتَرَقوا ، فَلَحِقَهُم عَمّارٌ فَقالَ: ما قُلتُم؟ قالوا: ما قُلنا شَيئاً ، إنَّما كُنّا نَقولُ شَيئاً عَلى‏ حَدِّ اللَّعبِ وَالمِزاحِ ، فَأَنزَلَ اللَّهُ: « وَلَل-ِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَءَايَتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ * لَا تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَنِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَالِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَالِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ »۵.۶

1.الأنبياء: ۳۶ .

2.الجاثية: ۹ و راجع: النساء: ۱۴۰ ، الأنعام: ۵ و ۱۰ ، الحجر : ۱۱ و ۹۵ ، الكهف: ۱۰۶ ، الروم: ۱۰ .

3.التوبة: ۶۴ .

4.في المصدر : «ما أخلفه» ، والتصويب من بحار الأنوار. و«ما أخلَقَهُ» أي ما أشبهه. ويقال: إنّه لخَليق: أي حَرِيّ؛ يقال ذلك للشي‏ء الذي قد قرب أن يقع وصحّ عند من سمع بوقوعه كونه وتحقيقه (لسان العرب: ج‏۱۰ ص‏۹۱).

5.التوبة: ۶۵ و ۶۶ .

6.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۳۰۰ ، بحار الأنوار : ج ۲۱ ص ۲۲۱ ح ۴ وراجع: زاد المسير : ج ۳ ص ۳۱۵ و مجمع البيان : ج ۵ ص ۷۱ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
388

فَما بالُهُم؟ فَأَخبَرَ اللَّهُ عزّ و جلّ رَسولَهُ صلى اللّه عليه و آله بِذلِكَ.۱

۳۶۱. تفسير القرطبي : قَولُهُ تَعالى‏: « وَقَالَت طَّالِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَبِ ءَامِنُواْ بِالَّذِى أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ ءَاخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ » نَزَلَت في كَعبِ بنِ الأَشرَفِ ومالِكِ بنِ الصَّيفِ وغَيرِهِما ، قالوا لِلسَّفِلَةِ مِن قَومِهِم: « ءَامِنُواْ بِالَّذِى أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ » ، يَعني أوَّلَهُ. وسُمِّيَ وَجهاً لِأَنَّهُ أحسَنُهُ ، وأوَّلُ ما يُواجَهُ مِنهُ أوَّلُهُ.۲

ج - الاِستِهزاءُ

الكتاب‏

« وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِى الْكِتَبِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ ءَايَتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى‏ يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَفِقِينَ وَالْكَفِرِينَ فِى جَهَنَّمَ جَمِيعًا ».۳

« وَلَل-ِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَءَايَتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ ».۴

« وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِى ءَايَتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى‏ يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَنُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى‏ مَعَ الْقَوْمِ الظَّلِمِينَ ».۵

« وَ إِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَنًا فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَنًا وَ هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَ أَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى‏ رِجْسِهِمْ وَ مَاتُواْ وَهُمْ كَفِرُونَ * أَوَ لَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِى كُلِ‏ّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَ لَاهُمْ يَذَّكَّرُونَ * وَ إِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى‏ بَعْضٍ هَلْ يَرَلكُم مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُواْ صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ ».۶

1.تفسير الطبري : ج ۳ الجزء ۳ ص ۳۱۱ ؛ بحار الأنوار : ج ۹ ص ۷۰ نحوه .

2.تفسير القرطبي : ج ۴ ص ۱۱۱ .

3.النساء: ۱۴۰ .

4.التوبة: ۶۵ .

5.الأنعام: ۶۸ .

6.التوبة: ۱۲۴ - ۱۲۷ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27616
صفحه از 616
پرینت  ارسال به