فَعَرَضَ عَلَيهِ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، الإِسلامَ وتَلا عَلَيهِ القُرآنَ ، فَقالَ: لا وَاللَّهِ ما سَمِعتُ قَولاً قَطُّ أحسَنَ مِن هذا ولا أمراً أعدَلَ مِنهُ. فَأَسلَمتُ وشَهِدتُ شَهادَةَ الحَقِّ ، فَقُلتُ:
يا نَبِيَّ اللَّهِ إنّي امرُؤٌ مُطاعٌ في قَومي وأنَا راجِعٌ إلَيهِم فَداعيهِم إلَى الإِسلامِ ، فَادعُ اللَّهَ أن يَكونَ لي عَوناً عَلَيهِم فيما أدعوهُم إلَيهِ.
فَقالَ: اللَّهُمَّ اجعَل لَهُ آيَةً.۱
ب - الكُفرُ بَعدَ إظهارِ الإِيمانِ
الكتاب
« وَقَالَت طَّالِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَبِ ءَامِنُواْ بِالَّذِى أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ ءَاخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ».۲
الحديث
۳۵۹. تفسير مجاهد :« ءَامِنُواْ بِالَّذِى أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ ءَاخِرَهُ »: هُمُ اليَهودُ صَلَّوا مَعَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله أوَّلَ النَّهارِ صَلاةَ الفَجرِ وكَفَروا آخِرَ النَّهارِ مَكراً مِنهُم ، لِيُرُوا النّاسَ أنَّهُ قَد بَدَت لَهُم مِنهُ الضَّلالَةُ بَعدَ أن كانُوا اتَّبَعوهُ.۳
۳۶۰. تفسير الطبري عن السدّي :« وَقَالَت طَّالِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَبِ ءَامِنُواْ بِالَّذِى أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ ءَاخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ » كانَ أحبارُ قُرىً عَرَبِيَّةٍ اثنَي عَشَرَ حِبراً ، فَقالوا لِبَعضِهِم: اُدخُلوا في دينِ مُحَمَّدٍ أوَّلَ النَّهارِ ، وقولوا: نَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً حَقٌّ صادِقٌ ، فَإِذا كانَ آخِرُ النَّهارِ فَاكفُروا وقولوا: إنّا رَجَعنا إلى عُلَمائِنا وأحبارِنا فَسَأَلناهُم فَحَدَّثونا أنَّ مُحَمَّداً كاذِبٌ ، وأنَّكُم لَستُم عَلى شَيءٍ ، وقَد رَجَعنا إلى دينِنا فَهُوَ أعجَبُ إلَينا مِن دينِكُم ، لَعَلَّهُم يَشُكّونَ ، يَقولونَ: هؤُلاءِ كانوا مَعَنا أوَّلَ النَّهارِ ،