387
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

فَعَرَضَ عَلَيهِ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، الإِسلامَ وتَلا عَلَيهِ القُرآنَ ، فَقالَ: لا وَاللَّهِ ما سَمِعتُ قَولاً قَطُّ أحسَنَ مِن هذا ولا أمراً أعدَلَ مِنهُ. فَأَسلَمتُ وشَهِدتُ شَهادَةَ الحَقِّ ، فَقُلتُ:
يا نَبِيَّ اللَّهِ إنّي امرُؤٌ مُطاعٌ في قَومي وأنَا راجِعٌ إلَيهِم فَداعيهِم إلَى الإِسلامِ ، فَادعُ اللَّهَ أن يَكونَ لي عَوناً عَلَيهِم فيما أدعوهُم إلَيهِ.
فَقالَ: اللَّهُمَّ اجعَل لَهُ آيَةً.۱

ب - الكُفرُ بَعدَ إظهارِ الإِيمانِ‏

الكتاب‏

« وَقَالَت طَّالِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَبِ ءَامِنُواْ بِالَّذِى أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ ءَاخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ».۲

الحديث‏

۳۵۹. تفسير مجاهد :« ءَامِنُواْ بِالَّذِى أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ ءَاخِرَهُ »: هُمُ اليَهودُ صَلَّوا مَعَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله أوَّلَ النَّهارِ صَلاةَ الفَجرِ وكَفَروا آخِرَ النَّهارِ مَكراً مِنهُم ، لِيُرُوا النّاسَ أنَّهُ قَد بَدَت لَهُم مِنهُ الضَّلالَةُ بَعدَ أن كانُوا اتَّبَعوهُ.۳

۳۶۰. تفسير الطبري عن السدّي :« وَقَالَت طَّالِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَبِ ءَامِنُواْ بِالَّذِى أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ ءَاخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ » كانَ أحبارُ قُرىً عَرَبِيَّةٍ اثنَي عَشَرَ حِبراً ، فَقالوا لِبَعضِهِم: اُدخُلوا في دينِ مُحَمَّدٍ أوَّلَ النَّهارِ ، وقولوا: نَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً حَقٌّ صادِقٌ ، فَإِذا كانَ آخِرُ النَّهارِ فَاكفُروا وقولوا: إنّا رَجَعنا إلى‏ عُلَمائِنا وأحبارِنا فَسَأَلناهُم فَحَدَّثونا أنَّ مُحَمَّداً كاذِبٌ ، وأنَّكُم لَستُم عَلى‏ شَي‏ءٍ ، وقَد رَجَعنا إلى‏ دينِنا فَهُوَ أعجَبُ إلَينا مِن دينِكُم ، لَعَلَّهُم يَشُكّونَ ، يَقولونَ: هؤُلاءِ كانوا مَعَنا أوَّلَ النَّهارِ ،

1.الطبقات الكبرى : ج ۴ ص ۲۳۷ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج ۲ ص ۲۲ ، البداية و النهاية : ج ۳ ص ۹۹ كلاهما نحوه .

2.آل عمران: ۷۲ .

3.تفسير مجاهد : ج ۱ ص ۱۲۸ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
386

بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ »۱. فَلَمّا سَمِعَ أسعَدُ هذا قالَ لَهُ: أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ ، وأنَّكَ رَسولُ اللَّهِ.۲

۳۵۸. الطبقات الكبرى‏ عن عبد الواحد بن أبي عون الدوسيّ - وكانَ لَهُ حِلفٌ في قُرَيشٍ - : كانَ الطُّفَيلُ بنُ عَمرٍو الدَّوسِيُّ رَجُلاً شَريفاً شاعِراً مَليئاً كَثيرَ الضِّيافَةِ ، فَقَدِمَ مَكَّةَ ورَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله بِها ، فَمَشى‏ إلَيهِ رِجالٌ مِن قُرَيشٍ فَقالوا: يا طُفَيلُ إنَّكَ قَدِمتَ بِلادَنا ، وهذَا الرَّجُلُ الَّذي بَينَ أظهُرِنا قَد أعضَلَ بِنا وفَرَّقَ جَماعَتَنا وشَتَّتَ أمرَنا ، وإنَّما قَولُهُ كَالسِّحرِ يُفَرِّقُ بَينَ الرَّجُلِ وبَينَ أبيهِ ، وبَينَ الرَّجُلِ وبَينَ أخيهِ ، وبَينَ الرَّجُلِ وبَينَ زَوجَتِهِ ، إنّا نَخشى‏ عَلَيكَ وعَلى‏ قَومِكَ مِثلَ ما دَخَلَ عَلَينا مِنهُ ، فَلا تُكَلِّمهُ ولا تَسمَع مِنهُ.
قالَ الطُّفَيلُ: فَوَاللَّهِ ما زالوا بي حَتّى‏ أجمَعتُ أن لا أسمَعَ مِنهُ شَيئاً ولا اُكَلِّمَهُ ، فَغَدَوتُ إلَى المَسجِدِ وقَد حَشَوتُ اُذُنَيَّ كُرسُفاً - يَعني قُطناً - فَرَقاً مِن أن يَبلُغَني شَي‏ءٌ مِن قَولِهِ ، حَتّى‏ كانَ يُقالُ لي ذُو القُطنَتَينِ.
قالَ: فَغَدَوتُ يَوماً إلَى المَسجِدِ فَإِذا رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله قائِمٌ يُصَلّي عِندَ الكَعبَةِ ، فَقُمتُ قَريباً مِنهُ ، فَأَبَى اللَّهُ إلّا أن يُسمِعَني بَعضَ قَولِهِ ، فَسَمِعتُ كَلاماً حَسَناً ، فَقُلتُ في نَفسي: واثُكلَ اُمّي! وَاللَّهِ إنّي لَرَجُلٌ لَبيبٌ شاعِرٌ ، ما يَخفى‏ عَلَيَّ الحَسَنُ مِنَ القَبيحِ ، فَما يَمنَعُني مِن أن أسمَعَ مِن هذَا الرَّجُلِ ما يَقولُ؟ فَإِن كانَ الَّذي يَأتي بِهِ حَسَناً قَبِلتُهُ وإن كانَ قَبيحاً تَرَكتُهُ. فَمَكَثتُ حَتَّى انصَرَفَ إلى‏ بَيتِهِ ، ثُمَّ اتَّبَعتُهُ حَتّى‏ إذا دَخَلَ بَيتَهُ دَخَلتُ مَعَهُ.
فَقُلتُ: يا مُحَمَّدُ ، إنَّ قَومَكَ قالوا لي كَذا وكَذا لِلَّذي قالوا لي ، فَوَاللَّهِ ما تَرَكوني يُخَوِّفونّي أمرَكَ حَتّى‏ سَدَدتُ اُذُنَيَّ بِكُرسُفٍ لِئَلّا أسمَعَ قَولَكَ ، ثُمَّ إنَّ اللَّهَ أبى‏ إلّا أن يُسمِعَنيهِ ، فَسَمِعتُ قَولاً حَسَناً فَاعرِض عَلَيَّ أمرَكَ.

1.الأنعام: ۱۵۱ و ۱۵۲ .

2.إعلام الورى : ج ۱ ص ۱۳۶ ، قصص الأنبياء : ص ۳۳۲ ح ۴۱۲ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۹ ص ۸ ح ۵ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27552
صفحه از 616
پرینت  ارسال به