385
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

وأعظَمِنا بَيتاً.
وكانَ أسعَدُ وذَكوانُ وجَميعُ الأَوسِ وَالخَزرَجِ يَسمَعونَ مِنَ اليَهودِ الَّذينَ كانوا بَينَهُم - النَّضيرِ وقُرَيظَةَ وقَينُقاعَ - : أنَّ هذا أوانُ نَبِيٍّ يَخرُجُ بِمَكَّةَ ، يَكونُ مُهاجَرُهُ بِالمَدينَةِ لَنَقتُلَنَّكُم بِهِ يا مَعشَرَ العَرَبِ.
فَلَمّا سَمِعَ ذلِكَ أسعَدُ وَقَعَ في قَلبِهِ ما كانَ سَمِعَ مِنَ اليَهودِ ، قالَ : فَأَينَ هُوَ ؟ قالَ : جالِسٌ فِي الحِجرِ ، وإنَّهُم لا يَخرُجونَ مِن شِعبِهِم إلّا فِي المَوسِمِ ، فَلا تَسمَع مِنهُ ولا تُكَلِّمهُ فَإِنَّهُ ساحِرٌ يَسحَرُكَ بِكَلامِهِ ، وكانَ هذا في وَقتِ مُحاصَرَةِ بَني هاشِمٍ فِي الشِّعبِ.
فَقالَ لَهُ أسعَدُ: فَكَيفَ أصنَعُ وأنَا مُعتَمِرٌ ، لابُدَّ لي أن أطوفَ بِالبَيتِ؟
قالَ: ضَع في اُذُنَيكَ القُطنَ ، فَدَخَلَ أسعَدُ المَسجِدَ وقَد حَشا اُذُنَيهِ بِالقُطنِ ، فَطافَ بِالبَيتِ ورَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله جالِسٌ فِي الحِجرِ مَع قَومٍ مِن بَني هاشِمٍ ، فَنَظَرَ إلَيهِ نَظرَةً فَجازَهُ.
فَلَمّا كانَ فِي الشَّوطِ الثّاني قالَ في نَفسِهِ: ما أجِدُ أجهَلَ مِنّي أيَكونُ مِثلُ هذَا الحَديثِ بِمَكَّةَ فَلا أتَعَرَّفُهُ حَتّى‏ أرجِعَ إلى‏ قَومي فَاُخبِرَهُم؟ ثُمَّ أخَذَ القُطنَ مِن اُذُنَيهِ ورَمى‏ بِهِ ، وقالَ لِرَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : أنعِم صَباحاً.
فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله رَأسَهُ إلَيهِ وقالَ: قَد أبدَلَنَا اللَّهُ بِهِ ما هُوَ أحسَنُ مِن هذا ، تَحِيَّةُ أهلِ الجَنَّةِ «السَّلامُ عَلَيكُم».
فَقالَ لَهُ أسعَدُ: إنَّ عَهدَكَ بِهذا لَقَريبٌ ، إلى‏ ما تَدعو يا مُحَمَّدُ؟
قالَ: إلى‏ شَهادَةِ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ ، وأنّي رَسولُ اللَّهِ ، وأدعوكُم إلى‏ « أَلَّا تُشْرِكُواْ بِهِ شَيًْا وَبِالْوَ لِدَيْنِ إِحْسَنًا وَلَا تَقْتُلُواْ أَوْلَدَكُم مِّنْ إِمْلَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُواْ الْفَوَ حِشَ مَاظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِ‏ّ ذَ لِكُمْ وَصَّل-كُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلَا تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ حَتَّى‏ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَاقُرْبَى‏ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُواْ ذَ لِكُمْ وَصَّل-كُم


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
384

۷ / ۲

المؤامرات‏

أ - المَنعُ مِنِ استِماعِ القُرآنِ‏

الكتاب‏

« وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَسْمَعُواْ لِهَذَا الْقُرْءَانِ وَ الْغَوْاْ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ».۱

« أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلَاحِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَ مَا يُعْلِنُونَ » .۲

الحديث‏

۳۵۷. إعلام الورى عن عليّ بن إبراهيم : قَدِمَ أسعَدُ بنُ زُرارَةَ وذَكوانُ بنُ عَبدِ قَيسٍ في مَوسِمٍ مِن مَواسِمِ العَرَبِ وهُما مِنَ الخَزرَجِ ، وكانَ بَينَ الأَوسِ وَالخَزرَجِ حَربٌ قَد [بَغَوا۳فيها دَهراً طَويلاً ، وكانوا لا يَضَعونَ السِّلاحَ لا بِاللَّيلِ ولا بِالنَّهارِ ، وكانَ آخِرُ حَربٍ بَينَهُم يَومَ بُعاثٍ ، وكانَت لِلأَوسِ عَلَى الخَزرَجِ ، فَخَرَجَ أسعَدُ بنُ زُرارَةَ وذَكوانُ إلى‏ مَكَّةَ في عُمرَةِ رَجَبٍ يَسأَلونَ الحِلفَ عَلَى الأَوسِ ، وكانَ أسعَدُ بنُ زُرارَةَ صَديقاً لِعُتبَةَ بنِ رَبيعَةَ ، فَنَزَلَ عَلَيهِ فَقالَ لَهُ : إنَّهُ كانَ بَينَنا وبَينَ قَومِنا حَربٌ وقَد جِئناكَ نَطلُبُ الحِلفَ عَلَيهِم ، فَقالَ لَهُ عُتبَةُ: بَعُدَت دارُنا مِن دارِكُم ولَنا شُغلٌ لا نَتَفَرَّغُ لِشَي‏ءٍ ، قالَ : وما شُغلُكُم وأنتُم في حَرَمِكُم وأمنِكُم؟
قالَ لَهُ عُتبَةُ: خَرَجَ فينا رَجُلٌ يَدَّعي أنَّهُ رَسولُ اللَّهِ ، سَفَّهَ أحلامَنا ، وسَبَّ آلِهَتَنا ، وأفسَدَ شُبّانَنا ، وفَرَّقَ جَماعَتَنا.
فَقالَ لَهُ أسعَدُ: مَن هُوَ مِنكُم؟ قالَ: اِبنُ عَبدِ اللَّهِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ ، مِن أوسَطِنا شَرَفاً

1.فصّلت: ۲۶ .

2.هود : ۵ .

3.كذا في ما عندنا من نسخة إعلام الورى ، وقد رواه على بن ابراهيم . وفي حلية الأبرار : ج ۱ ص ۸۶ ح ۱ عن علي بن إبراهيم وكذا بحار الأنوار : ج ۱۹ ص ۸ ح ۵ عن إعلام الورى : عن علي بن إبراهيم : «بقوا» بالقاف . ]

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27822
صفحه از 616
پرینت  ارسال به