۳۵۳. تفسير الطبري عن ابن عبّاس : كانَ النَّضرُ بنُ الحارِثِ بنِ كَلَدَةَ بنِ عَلقَمَةَ بنِ عَبدِ مَنافِ بنِ عَبدِ الدّارِ بنِ قُصَيٍّ مِن شَياطينِ قُرَيشٍ ، وكانَ يُؤذي رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ويَنصِبُ لَهُ العَداوَةَ ، وكانَ قَد قَدِمَ الحيرَةَ ، تَعَلَّمَ بِها أحاديثَ مُلوكِ فارِسَ وأحاديثَ رُستُمَ وأسفَندِيارَ .
فَكانَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله إذا جَلَسَ مَجلِساً فَذَكَّرَ بِاللَّهِ وحَدَّثَ قَومَهُ ما أصابَ مَن قَبلَهُم مِنَ الاُمَمِ مِن نَقِمَةِ اللَّهِ ، خَلَفَهُ في مَجلِسِهِ إذا قامَ.
ثُمَّ يَقولُ: أنا وَاللَّهِ يا مَعشَرَ قُرَيشٍ أحسَنُ حَديثاً مِنهُ ، فَهَلُمّوا فَأَنَا اُحَدِّثُكُم أحسَنَ مِن حَديثِهِ ، ثُمَّ يُحَدِّثُهُم عَن مُلوكِ فارِسَ ورُستُمَ وأسفَندِيارَ ، ثُمَّ يَقولُ: ما مُحَمَّدٌ أحسَنُ حَديثاً مِنّي.
قالَ: فَأَنزَلَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى فِي النَّضرِ ثَمانِيَ آياتٍ مِنَ القُرآنِ ، قَولَهُ: « إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ ءَايَتُنَا قَالَ أَسَطِيرُ الْأَوَّلِينَ »۱ وكُلَّ ما ذُكِرَ فيهِ الأَساطيرُ فِي القُرآنِ.۲
و - اِفتِراءُ تَعليمِ الآخَرينِ
الكتاب
« ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَ قَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ».۳
« وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِى يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِىٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِىٌّ مُّبِينٌ ».۴
« وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَآ إِلَّآ إِفْكٌ افْتَرَلهُ وَ أَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ ءَاخَرُونَ فَقَدْ جَاءُو ظُلْمًا وَ زُورًا * وَ قَالُواْ أَسَطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِىَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً ».۵