377
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

يا عَمِّ إنَّ قَومَكَ يَرَونَ أن يَجمَعوا لَكَ مالاً ، قالَ: لِمَ؟ قالَ: لِيُعطوكَهُ فَإِنَّكَ أتَيتَ مُحَمَّداً لِتَعَرَّضَ لِما قِبَلَهُ ، قالَ: قَد عَلِمَت قُرَيشٌ أنّي مِن أكثَرِها مالاً.
قالَ: فَقُل فيهِ قَولاً يَبلُغ قَومَكَ أنَّكَ مُنكِرٌ لَهُ أو أنَّكَ كارِهٌ لَهُ.
قالَ: وماذا أقولُ ، فَوَاللَّهِ ما فيكُم رَجُلٌ أعلَمُ بِالأَشعارِ مِنّي ، ولا أعلَمُ بِرَجَزٍ ولا بِقَصيدَةٍ مِنّي ، ولا بِأَشعارِ الجِنِّ ، وَاللَّهِ ما يُشبِهُ الَّذي يَقولُ شَيئاً مِن هذا ، ووَاللَّهِ إنَّ لِقَولِهِ الَّذي يَقولُ حَلاوَةً ، وإنَّ عَلَيهِ لَطَلاوَةً ، وإنَّهُ لَمُثمِرٌ أعلاهُ مُغدِقٌ أسفَلُهُ ، وإنَّهُ لَيَعلو وما يُعلى‏ ، وإنَّهُ لَيَحطِمُ فاتِحَتَهُ.۱
قالَ: لا يَرضى‏ عَنكَ قَومُكَ حَتّى‏ تَقولَ فيهِ. قالَ: فَدَعني حَتّى‏ اُفَكِّرَ.
فَلَمّا فَكَّرَ قالَ: هذا سِحرٌ يُؤثَرُ يَأثِرُهُ عَن غَيرِهِ ، فَنَزَلَت: « ذَرْنِى وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا »۲.۳

ب - اِفتِراءُ الجُنونِ‏

الكتاب‏

« وَ قَالُواْ يَأَيُّهَا الَّذِى نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ».۴

« وَ يَقُولُونَ أَلِنَّا لَتَارِكُواْ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونِ ».۵

« ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَ قَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ».۶

« وَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ».۷

1.في دلائل النبوّة للبيهقي: «ما تحته» ، والظاهر أنّه هو الصواب .

2.المدّثّر : ۱۱ .

3.المستدرك على الصحيحين : ج ۲ ص ۵۵۰ ح ۳۸۷۲ ، دلائل النبوّة للبيهقي : ج ۲ ص ۱۹۸ ، تفسير الطبري : ج ۱۴ الجزء ۲۹ ص ۱۵۶ ، تفسير ابن كثير : ج ۸ ص ۲۹۲ كلاهما عن عكرمة ، البداية والنهاية : ج ۳ ص ۶۰ .

4.الحجر: ۶ .

5.الصافّات: ۳۶ .

6.الدخان: ۱۴ .

7.القلم: ۵۱ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
376

حَضَرَ المَوسِمُ ، وإنَّ وُفودَ العَرَبِ سَتَقدِمُ عَلَيكُم فيهِ ، وقَد سَمِعوا بِأَمرِ صاحِبِكُم هذا ، فَأَجمِعوا فيهِ رَأياً واحِداً ولا تَختَلِفوا ؛ فَيُكَذِّبَ بَعضُكُم بَعضاً ، ويَرُدَّ قَولُكُم بَعضُهُ بَعضاً.
قالوا: فَأَنتَ يا أبا عَبدِ شَمسٍ فَقُل ، وأقِم لَنا رَأياً نَقُل بِهِ.
فَقالَ: بَل أنتُم فَقولوا وأسمَعُ .
قالوا: نَقولُ إنَّهُ كاهِنٌ.
قالَ: ما هُوَ بِكاهِنٍ ، لَقَد رَأَينَا الكُهّانَ فَما هُوَ بِزَمزَمَةِ الكاهِنِ ولا سَجعِهِ .
قالوا: فَنَقولُ إنَّهُ لَمَجنونٌ.
قالَ: ما هُوَ بِمَجنونٍ ، لَقَد رَأَينَا الجُنونَ وعَرَفناهُ فَما هُوَ بِخَنْقِهِ ولا تَخالُجِهِ ولا وَسوَسَتِهِ .
قالوا: فَنَقولُ إنَّهُ شاعِرٌ.
قالَ: ما هُوَ بِشاعِرٍ ، لَقَد عَرَفنَا الشِّعرَ كُلَّهُ ؛ رَجَزَهُ وهَزَجَهُ وقُريضَهُ ومَقبوضَهُ ومَبسوطَهُ فَما هُوَ بِالشّاعِرِ .
قالوا: فَنَقولُ ساحِرٌ.
قالَ: ما هُوَ بِساحِرٍ ، لَقَد رَأَينَا السُّحّارَ وسِحرَهُم فَما هُوَ بِنَفْثِهِم ولا عَقْدِهِم .
قالوا: فَما تَقولُ يا أبا عَبدِ شَمسٍ؟
قالَ: وَاللَّهِ إنَّ لِقَولِهِ لَحَلاوَةً ، وإنَّ أصلَهُ لَمُغدِقٌ ، وإنَّ فَرْعَهُ لَجَناةٌ ، وما أنتُم بِقائِلينَ مِن هذا شَيئاً إلّا عُرِفَ أنَّهُ باطِلٌ ، وإنَّ أقرَبَ القَولِ فيهِ لَأَن تَقولوا : ساحِرٌ ، يُفَرِّقُ بَينَ المَرءِ وأبيهِ ، وبَينَ المَرءِ و أخيهِ ، وبَينَ المَرءِ و زَوجِهِ ، وبَينَ المَرءِ وعَشيرَتِهِ .
فَتَفَرَّقوا عَنهُ بِذلِكَ.۱

۳۴۷. المستدرك على الصحيحين عن ابن عبّاس : إنَّ الوَليدَ بنَ المُغيرَةِ جاءَ إلَى النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله ، فَقَرَأَ عَلَيهِ القُرآنَ فَكَأَنَّهُ رَقَّ لَهُ ، فَبَلَغَ ذلِكَ أبا جَهلٍ ، فَأَتاهُ فَقالَ:

1.دلائل النبوّة لأبي نعيم : ص ۲۳۲ ح ۱۸۳ ، دلائل النبوّة للبيهقي : ج ۲ ص ۲۰۰ عن ابن عبّاس نحوه .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27407
صفحه از 616
پرینت  ارسال به