يا عَمِّ إنَّ قَومَكَ يَرَونَ أن يَجمَعوا لَكَ مالاً ، قالَ: لِمَ؟ قالَ: لِيُعطوكَهُ فَإِنَّكَ أتَيتَ مُحَمَّداً لِتَعَرَّضَ لِما قِبَلَهُ ، قالَ: قَد عَلِمَت قُرَيشٌ أنّي مِن أكثَرِها مالاً.
قالَ: فَقُل فيهِ قَولاً يَبلُغ قَومَكَ أنَّكَ مُنكِرٌ لَهُ أو أنَّكَ كارِهٌ لَهُ.
قالَ: وماذا أقولُ ، فَوَاللَّهِ ما فيكُم رَجُلٌ أعلَمُ بِالأَشعارِ مِنّي ، ولا أعلَمُ بِرَجَزٍ ولا بِقَصيدَةٍ مِنّي ، ولا بِأَشعارِ الجِنِّ ، وَاللَّهِ ما يُشبِهُ الَّذي يَقولُ شَيئاً مِن هذا ، ووَاللَّهِ إنَّ لِقَولِهِ الَّذي يَقولُ حَلاوَةً ، وإنَّ عَلَيهِ لَطَلاوَةً ، وإنَّهُ لَمُثمِرٌ أعلاهُ مُغدِقٌ أسفَلُهُ ، وإنَّهُ لَيَعلو وما يُعلى ، وإنَّهُ لَيَحطِمُ فاتِحَتَهُ.۱
قالَ: لا يَرضى عَنكَ قَومُكَ حَتّى تَقولَ فيهِ. قالَ: فَدَعني حَتّى اُفَكِّرَ.
فَلَمّا فَكَّرَ قالَ: هذا سِحرٌ يُؤثَرُ يَأثِرُهُ عَن غَيرِهِ ، فَنَزَلَت: « ذَرْنِى وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا »۲.۳
ب - اِفتِراءُ الجُنونِ
الكتاب
« وَ قَالُواْ يَأَيُّهَا الَّذِى نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ».۴
« وَ يَقُولُونَ أَلِنَّا لَتَارِكُواْ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونِ ».۵
« ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَ قَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ».۶
« وَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ».۷