373
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

كائِنٌ إلى يَومِ القِيامَةِ»، فعلينا أن نعترف بأنّ دلالته على كلّ العلوم لن تكون في هذه الحالة عن طريق الدلالة اللفظية، بل من خلال الإشارات التي تكشف الأسرار والزوايا الخافية والتي يعدّ الفهم المتعارف عليه للمخاطبين محروماً منها۱؛ وبناء على ذلك فإنّ الشمولية المطلقة للقرآن مقبولة فيما يتعلّق بالنبيّ صلى اللّه عليه و آله وأهل البيت عليهم السلام الذين تكشّفت لهم بطونه.

1.الميزان في تفسير القرآن: ج ۱۲ ص ۳۲۵.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
372

اُعطيتُ السُّوَرَ الطِّوالَ مَكانَ التَّوراةِ ، واُعطيتُ المِئينَ مَكانَ الإِنجيلِ ، واُعطيتُ المَثانِيَ مَكانَ الزَّبورِ ، وفُضِّلتُ بِالمُفَصَّلِ ؛ ثَمانٌ وسِتّونَ سورَةً ، وهُوَ مُهَيمِنٌ عَلى‏ سائِرِ الكُتُبِ ، وَالتَّوراةِ لِموسى‏ وَالإِنجيلِ لِعيسى‏ وَالزَّبورِ لِداوودَ .۱

وجاء في رواية اُخرى:
واُعطيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ .۲

وقد ذكر ابن عربي في شرح هذه الرواية أنّ كلّ الحقائق والمعارف منحت للنبيّ صلى اللّه عليه و آله ؛ ولذلك فقد جمع القرآن كلّ معاني كتب الأنبياء السابقة.۳

واعتبر الإمام الخميني أنّ المراد من جوامع الكلم وجود كلّ المنازل - من الأسفل الملكي وحتّى أعلى مراتب الروحانية والملكوت - في القرآن، وذكر أنّه نظراً إلى أنّ الأشخاص مختلفون في الإدراك والمعارف، فقد نزل القرآن بحيث ينتفع منه كلّ شخص بحسب كماله وضعف إدراكه ومعارفه، حسب درجته من العلم.۴

النتيجة

يمكن القول من خلال نظرة شاملة إلى مجموع الآيات والروايات: إنّ شمولية القرآن مقبولة فيما يتعلّق بجميع المعارف المطلوبة لهداية البشر سواء كانت في الأحكام أو العقائد أو التاريخ أوكلّ ما هو مؤثّر في هذا المجال، وأمّا شموليته المطلقة فليس من الممكن استنباطها من ظواهر ألفاظه؛ لأن موضوعات مثل: المعادلات الرياضية والفيزيائية والكيمياوية، ليست في المدلول اللفظي لآيات القرآن. ومع ذلك، وعلى فرض صحّة الروايات التي اعتبرت القرآن مشتملاً على «عِلمُ ما كانَ و ما يَكُونُ و ما هُوَ

1.راجع: ص ۴۶۹ ح ۴۷۰.

2.راجع: ج ۲ ص ۱۲ ح ۷۲۶.

3.شرح فصوص الحكم: ص ۱۱۵۶.

4.آداب الصلاة: ص ۳۰۹ - ۳۱۰.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27721
صفحه از 616
پرینت  ارسال به