اُعطيتُ السُّوَرَ الطِّوالَ مَكانَ التَّوراةِ ، واُعطيتُ المِئينَ مَكانَ الإِنجيلِ ، واُعطيتُ المَثانِيَ مَكانَ الزَّبورِ ، وفُضِّلتُ بِالمُفَصَّلِ ؛ ثَمانٌ وسِتّونَ سورَةً ، وهُوَ مُهَيمِنٌ عَلى سائِرِ الكُتُبِ ، وَالتَّوراةِ لِموسى وَالإِنجيلِ لِعيسى وَالزَّبورِ لِداوودَ .۱
وجاء في رواية اُخرى:
واُعطيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ .۲
وقد ذكر ابن عربي في شرح هذه الرواية أنّ كلّ الحقائق والمعارف منحت للنبيّ صلى اللّه عليه و آله ؛ ولذلك فقد جمع القرآن كلّ معاني كتب الأنبياء السابقة.۳
واعتبر الإمام الخميني أنّ المراد من جوامع الكلم وجود كلّ المنازل - من الأسفل الملكي وحتّى أعلى مراتب الروحانية والملكوت - في القرآن، وذكر أنّه نظراً إلى أنّ الأشخاص مختلفون في الإدراك والمعارف، فقد نزل القرآن بحيث ينتفع منه كلّ شخص بحسب كماله وضعف إدراكه ومعارفه، حسب درجته من العلم.۴
النتيجة
يمكن القول من خلال نظرة شاملة إلى مجموع الآيات والروايات: إنّ شمولية القرآن مقبولة فيما يتعلّق بجميع المعارف المطلوبة لهداية البشر سواء كانت في الأحكام أو العقائد أو التاريخ أوكلّ ما هو مؤثّر في هذا المجال، وأمّا شموليته المطلقة فليس من الممكن استنباطها من ظواهر ألفاظه؛ لأن موضوعات مثل: المعادلات الرياضية والفيزيائية والكيمياوية، ليست في المدلول اللفظي لآيات القرآن. ومع ذلك، وعلى فرض صحّة الروايات التي اعتبرت القرآن مشتملاً على «عِلمُ ما كانَ و ما يَكُونُ و ما هُوَ