371
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

و تؤيّد هذه الحقيقة رواية الزهراء عليها السلام في خطبتها الفدكية بعبارات قصيرة ، حيث قالت:
فيهِ تِبيانُ حُجَجِ اللَّهِ المُنَوَّرَةِ ، ومَحارِمِهِ المَحدودَةِ ، وفَضائِلِهِ المَندوبَةِ ، وجُمَلِهِ الكافِيَةِ ، ورُخَصِهِ المَوهوبَةِ ، وشَرايِعِهِ المَكتوبَةِ .۱

ومن هذه الروايات ما نقل عن الإمام الرضا عليه السلام واعتبر فيه القرآن شاملاً للحلال والحرام والحدود والأحكام وكلّ ما يحتاجه العباد۲. وعلى هذا يتّضح من هذه الروايات أنّ تفصيل الحلال والحرام والحدود والأحكام وما يحتاجه الإنسان بنحو عامّ، موجود في القرآن، بل حتّى الحكم القضائي المتعلّق باختلاف الأشخاص، كما قال الإمام الصادق عليه السلام .۳

۳. الشمولية بالنسبة إلى الكتب السماوية الاُخرى‏

اعتبر فريق من العلماء القرآن بالمقارنة مع الكتب السماوية الاُخرى، وذكر في إيضاح ذلك أنّ ذات اللَّه تتجلّى على قلوب الأنبياء عليهم السلام ، وأنّ هذه التجلّيات مختلفة باعتبار اختلاف قلوبهم، وبما أنّ النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله خاتم النبيين ومظهر تجلّي اسم اللَّه الأعظم، فهو الجامع لكمالات الأنبياء وكتابه جامع لكتب الوحي أيضاً.۴

والآيات والروايات التي تشير إلى كون القرآن مهيمناً تؤيّد هذا الموضوع، ومن جملتها:
« وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِ‏ّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ » .۵

وفي رواية عن الرسول الأكرم صلى اللّه عليه و آله جاء فيها:

1.راجع: ص ۳۶۱ ح ۳۲۵.

2.راجع: ص ۳۶۱ ح ۳۲۶.

3.راجع: ص ۳۶۵ ح ۳۴۱.

4.راجع: شرح فصوص الحكم: ص ۱۱۵۳ - ۱۱۵۶؛ آداب الصلاة: ص ۳۱۰.

5.المائدة: ۴۸.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
370

« وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ».۱« شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ ».۲

واعتبر الشيخ الطوسي‏۳ والطبرسي « تِبْيَنًا لِّكُلِ‏ّ شَىْ‏ءٍ »۴بياناً للمشكلات المتعلّقة باُمور الدين‏۵. كما يرى الزمخشري أنّ هذه الآية على علاقة بالاُمور الدينية وبيان الاُمور المتعلّقة بسعادة الأشخاص.۶

واعتبر العلّامة الطباطبائي أيضاً أنّ المراد من (كلّ شي‏ء) كلّ الأشياء التي تعود إلى الهداية بلحاظ دور القرآن في الهداية، اعتباراً من المعارف المتعلّقة بالمبدأ والمعاد حتّى الأخلاق الفاضلة، والأحكام والأديان الإلهية، والقصص والمواعظ التي يحتاجها الناس في هدايتهم وإرشادهم.۷

وهنالك روايات أيضاً اعتبرت القرآن جامعاً في بيان الأحكام والتشريعات التي يحتاجها الناس للحياة السعيدة، فقد جاء عن الإمام عليّ عليه السلام أنّه قال:
إنّه لم يخفِ عنكم شيئاً من دينه، ولم يترك شيئاً رضيه أو كرهه إلّا وجعل له علماً بادياً وآية محكمة تزجر عنه، أو تدعو إليه.۸

و قد استند عليه السلام في كلامه إلى الآيتين : « مَّا فَرَّطْنَا فِى الْكِتَابِ مِن شَىْ‏ءٍ » ۹و « تِبْيَنًا لِّكُلِ‏ّ شَىْ‏ءٍ ».۱۰

1.الإسراء: ۸۲.

2.البقرة: ۱۸۵.

3.التبيان في تفسير القرآن: ج ۶ ص ۴۱۸.

4.النحل: ۸۹.

5.مجمع البيان: ج ۶ ص ۴۱۶.

6.الكشاف: ج ۲ ص ۶۲۸.

7.الميزان في تفسير القرآن: ج ۱۲ ص ۳۲۵.

8.نهج البلاغة: الخطبة ۱۸۳.

9.الأنعام: ۳۸.

10.نهج البلاغة: الخطبة ۱۸.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27864
صفحه از 616
پرینت  ارسال به