و تؤيّد هذه الحقيقة رواية الزهراء عليها السلام في خطبتها الفدكية بعبارات قصيرة ، حيث قالت:
فيهِ تِبيانُ حُجَجِ اللَّهِ المُنَوَّرَةِ ، ومَحارِمِهِ المَحدودَةِ ، وفَضائِلِهِ المَندوبَةِ ، وجُمَلِهِ الكافِيَةِ ، ورُخَصِهِ المَوهوبَةِ ، وشَرايِعِهِ المَكتوبَةِ .۱
ومن هذه الروايات ما نقل عن الإمام الرضا عليه السلام واعتبر فيه القرآن شاملاً للحلال والحرام والحدود والأحكام وكلّ ما يحتاجه العباد۲. وعلى هذا يتّضح من هذه الروايات أنّ تفصيل الحلال والحرام والحدود والأحكام وما يحتاجه الإنسان بنحو عامّ، موجود في القرآن، بل حتّى الحكم القضائي المتعلّق باختلاف الأشخاص، كما قال الإمام الصادق عليه السلام .۳
۳. الشمولية بالنسبة إلى الكتب السماوية الاُخرى
اعتبر فريق من العلماء القرآن بالمقارنة مع الكتب السماوية الاُخرى، وذكر في إيضاح ذلك أنّ ذات اللَّه تتجلّى على قلوب الأنبياء عليهم السلام ، وأنّ هذه التجلّيات مختلفة باعتبار اختلاف قلوبهم، وبما أنّ النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله خاتم النبيين ومظهر تجلّي اسم اللَّه الأعظم، فهو الجامع لكمالات الأنبياء وكتابه جامع لكتب الوحي أيضاً.۴
والآيات والروايات التي تشير إلى كون القرآن مهيمناً تؤيّد هذا الموضوع، ومن جملتها:
« وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ » .۵
وفي رواية عن الرسول الأكرم صلى اللّه عليه و آله جاء فيها: