367
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

بحث في شمولية القرآن ۱

من المباحث المهمّة والمثيرة للجدل عن القرآن: شمولية هذا الكتاب الإلهي، حيث إنّ استعراض هذا الموضوع ودراسته الدقيقة من شأنهما أن يعيّنا نوع نظرتنا إليه ومستوى انتفاعنا به.

وللباحثين القرآنيين آراء مختلفة في المراد من الشمولية، وكيف يلبّي القرآن احتياجات الإنسان العلمية والمعنوية، وماهي هذه الاحتياجات؟ ومن أهمّها:

۱. الشمولية المطلقة

يرى بعض الباحثين القرآنيين أنّ شمولية القرآن مطلقة، واستناداً إلى هذا الرأي، ضمّ كلّ ما يمكن تصوّره، وسمّاه العلم والمعرفة رغم أنّنا قاصرون عن معرفته. وقد ذكر بعض أنصار هذا الرأي علوماً مثل: الطبّ، المناظرة، الهندسة، الجبر والمقابلة، الفلك وغيرها، وذهبوا إلى أنّ كلّ هذه العلوم موجودة في القرآن.۲

وسعى هذا الفريق للدفاع عن رأيه استناداً إلى الآيات التي تعتبر القرآن تبياناً وجامعاً ومفصّلاً لكلّ شي‏ء، ومن هذه الآيات:
«وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَنًا لِّكُلِ‏ّ شَىْ‏ءٍ وَ هُدًى وَ رَحْمَةً وَ بُشْرَى‏ لِلْمُسْلِمِينَ »۳، « مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى‏ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَ تَفْصِيلَ كُلِ‏ّ شَىْ‏ءٍ

1.كتب هذا البحث الفاضل الكريم السيّد حامد علي زاده الموسوي.

2.الإتقان في علوم القرآن: ج ۲ ص ۳۳۸؛ إحياء العلوم: ج ۱ ص ۵۲۴- ۵۲۵؛ جواهر القرآن: ص ۱۸؛ البرهان في علوم القرآن: ج ۲ ص ۱۸۱ - ۱۸۲.

3.النحل: ۸۹.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
366

۳۴۲. الكافي عن عبد الأعلى بن أَعيَن : سَمِعتُ أبا عَبدِ اللَّهِ عليه السلام يَقولُ : ... أنَا أعلَمُ كِتابَ اللَّهِ ، وفيهِ بَدءُ الخَلقِ وما هُوَ كائِنٌ إلى‏ يَومِ القِيامَةِ ، وفيهِ خَبَرُ السَّماءِ وخَبَرُ الأَرضِ ، وخَبَرُ الجَنَّةِ ، وخَبَرُ النّارِ ، وخَبَرُ ما كانَ وخَبَرُ ما هُوَ كائِنٌ ، أعلَمُ ذلِكَ كَما أنظُرُ إلى‏ كَفّي ، إنَّ اللَّهَ يَقولُ : فيهِ تِبيانُ كُلِّ شَي‏ءٍ۱ .۲

۳۴۳. الكافي عن حارث بن مغيرة و عدّة من أصحابنا : [سَمِعنا] أبا عَبدِ اللَّهِ عليه السلام يَقولُ : إنّي لَأَعلَمُ ما فِي السَّمواتِ وما فِي الأَرضِ ، وأعلَمُ ما فِي الجَنَّةِ وأعلَمُ ما فِي النّارِ ، وأعلَمُ ما كانَ وما يَكونُ. قالَ : ثُمَّ مَكَثَ هُنَيئَةً فَرَأى‏ أنَّ ذلِكَ كَبُرَ عَلى‏ مَن سَمِعَهُ مِنهُ ، فَقالَ : عَلِمتُ ذلِكَ مِن كِتابِ اللَّهِ عزّ و جلّ إنَّ اللَّهَ عزّ و جلّ يَقولُ : فيهِ تِبيانُ كُلِّ شَي‏ءٍ.۳

۳۴۴. الكافي عن سماعة بن مهران عن الإمام الكاظم عليه السلام ، قال : قُلتُ : ... أصلَحَكَ اللَّهُ ، أتى‏ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله النّاسَ بِما يَكتَفونَ بِهِ في عَهدِهِ؟ قالَ : نَعَم ، وما يَحتاجونَ إلَيهِ إلى‏ يَومِ القِيامَةِ ، فَقُلتُ : فَضاعَ مِن ذلِكَ شَي‏ءٍ؟ فَقالَ : لا هُوَ عِندَ أهلِهِ.۴

۳۴۵. الإمام الرضا عليه السلام : ولَم يَمضِ صلى اللّه عليه و آله حَتّى‏ بَيَّنَ لِاُمَّتِهِ مَعالِمَ دينِهِم ، وأوضَحَ لَهُم سَبيلَهُم وتَرَكَهُم عَلى‏ قَصدِ سَبيلِ الحَقِّ ، وأقامَ لَهُم عَلِيّاً عليه السلام عَلَماً وإماماً ، وما تَرَكَ لَهُم شَيئاً يَحتاجُ إلَيهِ الاُمَّةُ إلّا بَيَّنَهُ.۵

1.إشارة إلى قوله تعالى : « وَ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَبَ تِبْيَنًا لِّكُلِ‏ّ شَىْ‏ءٍ » النحل : ۸۹ .

2.الكافي : ج ۱ ص ۶۱ ح ۸ وص ۲۲۹ ح ۴ عن عبدالأعلى‏ مولى آل سام نحوه ، بصائر الدرجات : ص ۱۹۷ ح ۲ ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۹۸ ح ۶۸ .

3.الكافي : ج ۱ ص ۲۶۱ ح ۲ ، بصائر الدرجات : ص ۱۲۸ ح ۵ و ۶ ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۱ ص ۱۰۳ ح ۷ كلّها عن الحارث بن المغيرة وعدّة من أصحابنا ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۴۰۸ عن عبد الأعلى وعبيد بن بشير نحوه ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۸۶ ح ۲۱ وراجع: المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۲۵۰.

4.الكافي : ج ۱ ص ۵۷ ح ۱۳ ، الاختصاص : ص ۲۸۲ ، بصائر الدرجات : ص ۳۰۲ ح ۴ كلاهما عن محمّد بن حكيم نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۳۰۵ ح ۴۹ وراجع: المحاسن : ج ۱ ص ۴۲۱ ح ۹۶۵.

5.الكافي : ج ۱ ص ۱۹۹ ح ۱ ، معاني الأخبار : ص ۹۶ ح ۲ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۴۳۹ ح ۳۱۰ ، الغيبة للنعماني : ص ۲۱۷ ح ۶ كلّها عن عبدالعزيز بن مسلم ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۱۲۱ ح ۴ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27634
صفحه از 616
پرینت  ارسال به