359
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

الفصل السادس: جامعيّة القرآن‏

۶ / ۳

القرآن تبيان لكلّ شي‏ء

الكتاب‏

« وَ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَبَ تِبْيَنًا لِّكُلِ‏ّ شَىْ‏ءٍ وَ هُدًى وَ رَحْمَةً وَ بُشْرَى‏ لِلْمُسْلِمِينَ ».۱

« مَّا فَرَّطْنَا فِى الْكِتَبِ مِن شَىْ‏ءٍ ثُمَّ إِلَى‏ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ».۲

« لَقَدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِاُّوْلِى الْأَلْبَبِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى‏ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ‏وَ تَفْصِيلَ كُلِ‏ّ شَىْ‏ءٍ وَ هُدًى وَ رَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ».۳

الحديث‏

۳۱۳. الامام عليّ عليه السلام : إنَّ فِي القُرآنِ بَيانَ كُلِّ شَي‏ءٍ.۴

۳۱۴. عنه عليه السلام : أنزَلَ عَلَيكُمُ الكِتابَ تِبياناً لِكُلِّ شَي‏ءٍ ، وعَمَّرَ فيكُم نَبِيَّهُ أزماناً حَتّى‏ أكمَلَ لَهُ ولَكُم - فيما أنزَلَ مِن كِتابِهِ - دينَهُ الَّذي رَضِيَ لِنَفسِهِ ، وأنهى‏ إلَيكُم - عَلى‏ لِسانِهِ - مَحابَّهُ مِنَ الأَعمالِ ومَكارِهَهُ ، ونَواهِيَهُ وأوامِرَهُ.۵

۳۱۵. عنه عليه السلام - في ذَمِّ اختِلافِ العُلَماءِ فِي الفُتيا : أم أنزَلَ اللَّهُ ديناً ناقِصاً فَاستَعانَ بِهِم عَلى‏ إتمامِهِ ، أم كانوا شُرَكاءَ لَهُ ، فَلَهُم أن يَقولوا وعَلَيهِ أن يَرضى‏؟ أم أنزَلَ اللَّهُ سُبحانَهُ ديناً

1.النحل : ۸۹ .

2.الأنعام : ۳۸.

3.يوسف:۱۱۱.

4.تفسير فرات : ص ۶۸ ح ۳۸ ، كتاب سليم بن قيس : ج ۲ ص ۹۴۲ كلاهما عن سليم بن قيس ، بحار الأنوار: ج ۲۶ ص ۶۴ ح ۱۴۶ .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۸۶ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
358

والآن فإنّنا إذا رأينا إنساناً جرّب خلال ۲۳ سنة من عمره الحافل بالأحداث ظروفاً مختلفة من الوحدة، الإهانة، تحمّل الأذى، النفي، الحصار الاقتصادي، الفقر، الحرب، الانكسار، مقتل الأصحاب والأحبّة، النصر، تشكيل حكومة مقتدرة وما إلى ذلك، وكانت أقواله النابعة من الوحي ثابتة ومتناسقة وواضحة دوماً في كلّ تلك الحالات، فإنّ السبب هو أنّ كلامه لم يكن من نتاج فكره، بل كان وحياً إلهياً.

لقد عُرض القرآن، وتلي خلال مدّة طويلة من الزمن وفي أوضاع اجتماعية مختلفة إلى حدّ كبير، ومن جهة اُخرى فقد تحدّث عن الآفاق اللامتناهية لحياة الإنسان التكاملية، ولكن ومع كلّ ذلك فقد حافظ الركنان المكوّنان لهذا النصّ - أي الهندسة التركيبية للآيات، والمحتوى العميق والفريد لنصّه - على انسجامه و تناسقه وطراوته دوماً. وهذه الوحدة في الاُسلوب والمحتوى وعدم التأثّر بالأوضاع الخارجية والخلوّ من الاختلاف، تدلّ على هذه الحقيقة وهي: أنّ هذه الرسالة وحي إلهي، لا كلام بشري. وهذه الخصوصية لكلام اللَّه تظهر وجهاً آخر من إعجاز القرآن.

تعداد بازدید : 27995
صفحه از 616
پرینت  ارسال به