وليس كتاباً في علم الطبيعة، ولأنّ قائله هو الخالق والعالم بأسرار العالم، فإنّ من الطبيعي أن تتبلور في كلامه جوانب من ساحة الوجود حسب الموضوعات التي يطرحها، حيث تصبح مظهراً لأسرار تكوين الحياة:
« قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِى يَعْلَمُ السِّرَّ فِى السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ ».۱
ومطالعة نماذج من هذه الآيات ستهيّيء الأرضية للتفكّر والتدبّر في بيان الاتّساع المترابط للفضاء الكوني:
« أَوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ».۲« وَ السَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ ».۳
في الإشارة إلى الجاذبية العامّة للفضاء الكوني:
« اللَّهُ الَّذِى رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ».۴
كما يعتبر أمير البيان الجاذبية العامّة من الشواهد على الخلق:
فَمِن شواهدِ خَلقهِ خَلقُ السَّماواتِ مُوَطَّداتٍ بِلا عَمَدٍ، قائماتٍ بِلا سندٍ.۵
وفي الإشارة إلى حركة الأرض:
« وَ تَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَ هِىَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِى أَتْقَنَ كُلَّ شَىْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ».۶« وَ أَلْقَى فِى الْأَرْضِ رَوَاسِىَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ ».۷
أو في الإشارة إلى زوجية المخلوقات: