« وَ نَفْسٍ وَ مَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَ تَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَ قَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ».۱
ولمّا كان خلق الإنسان في هذا العالم لحكمة وهدف، فإنّ عالم الوجود هو ظرف الفعل وتأثيراته ونتائجه، وفضلاً عن دار الآخرة؛ فكلّ شخص ينال في هذا العالم أيضاً جزاء دوافعه وسعيه وسلوكه الحسّن والسيّء:
« أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَ أَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ».۲« إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ».۳
وخلافاً للعهدين اللذين نسيا القسم الرئيس من حياة الإنسان وهو المعاد، ولم يحدّدا له مكانة واضحة، اكتسب تصوير الحياة الأبدية والمعاد في القرآن بروزاً خاصّاً وخصّص ما يقرب من ثلث آيات القرآن بهذا الموضوع المصيري.
وقد طرحت مشاهد حياة الإنسان البرزخية والاُخروية في يوم القيامة بما يثير الإعجاب، وباُسلوب تحذيري يزيل الغفلة؛ وذلك على ضوء بقاء الروح الفانية للإنسان، وهي محذّرة ومرغّبة في الوقت ذاته، حيث لا نرى ذلك في أيّ نصّ آخر:
« إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَ قَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَلَهُمْ * فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَ مَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ».۴
القرآن والنبوّة
تعدّ معرفة النبيّ والنبوّة جانباً آخر ممّا منح للبشرية من موضوعات قرآنية قيمّة.
واستناداً إلى نماذج النصوص المقدّسة للعهدين اللذين يدّعي أتباعهما أنّهم