الوجود، والمنزّهة من كلّ نقائص وخصائص الكائنات المادية في عالم الإمكان:
« وَلِلَّهِ الأَْسْمَاءُ الْحُسْنَى ».۱
وهو فوق الخيال البشري القاصر، مع قربه الوجودي وإحاطته القيّومية. وهو الخالق والمدبّر للوجود كلّه، فمنه يستمدّ نشأته وديموميته لحظة بلحظة.
« كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ ».۲
ولأفعاله أهداف حكيمة تتحقّق على أساس الفيض والرحمة والحقّ:
« أَوَ لَمْ يَتَفَكَّرُوا فِى أَنفُسِهِم مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ».۳« وَ مَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ».۴
وتوحيد القرآن هو توحيد الخالقية والربوبية والاُلوهية، وهذه المراتب لا يمكن أن ينفصل بعضها عن بعض. ويقدّم القرآن للمخاطبين خلال عرضه لطرق معرفة اللَّه كلّ طرق الآيات في «الآفاق» و«الأنفس»:
« سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِى الْأَفَاقِ وَ فِى أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ».۵« أَفِى اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ ».۶
وكما أنّ إله القرآن هو إله العقل والحكمة، فإنّه إله الحبّ والعشق والجمال، وكلّ مخلوق من مخلوقات الكون منجذب ومتّجه إليه، ويناجيه من أعماق الوجود:
« إِن كُلُّ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا ءَاتِى الرَّحْمَنِ عَبْدًا ».۷« أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ».۸