« بِيَدِهِ الْمُلْكُ ».۱« وَ السَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ».۲
ويقول الزمخشري في ذيل الآية السابقة:
الغرض من هذا الكلام تصوير عظمته تعالى والتوقيف على كُنه جلاله من غير ذهاب بالقبضة ولا باليمين إلى جهة حقيقة أو جهة مجاز ... وأنّ الأفعال العِظام التي تتحيّر فيها الأفهام والأذهان ولا تكتنهها الأوهام هَيّنه عليه هواناً لا يوصل السامع إلى العقوف عليه إلّا إجراء العبارة في مثل هذه الطريقة من التخييل. ولا ترى باباً في علم البيان أدقّ ولا أرقّ ولا ألطف من هذا الباب ولا أنفع وأعون على تقاطي تأويل المشتبهات من كلام اللَّه تعالى في القرآن وسائر الكتب السماويّة وكلام الأنبياء؛ فإنّ أكثره وعلّيته تخييلات قد زلّت فيها الأقدام قديماً، وما أتي الزالّون إلّا من قلّة عنايتهم بالبحث والتنقير.۳
ويستخدم القرآن من أجل تصوير التمسّك والتبعية الشديدتين للغاية لدى اُولئك ليعكس الميّالين إلى الطبيعة والمتهرّبين من القيم المعنوية، يستخدم كلمة «الثقل» ليعكس حضيض خلودهم إلى الأرض ومحبّتهم للدنيا في أعماق شعور المخاطب. فيبدون وكأنّهم قد التصقوا بها مثل حمل ثقيل:
« مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَْرْضِ ».۴
وكلام القرآن عن كون موت المستكبرين سهلاً وعديم الأهميّة يتمثّل في هذا التعبير الجميل والبليغ الذي يوضح أن لا شيء سيحدث بعد موتهم:
« فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَ الْأَرْضُ وَ مَا كَانُوا مُنظَرِينَ ».۵