339
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

الكناية

الكناية لغة: هي أن تتكلّم بشي‏ء وتريد غيره‏۱، وفي الاصطلاح: الكلام الذي يحمل معنيين: أحدهما بعيد والآخر قريب على أن يكونا متلازمين. ويستخدم المتكلّم الكناية بحيث يهتدي القارئ أو السامع إلى المعنى البعيد عن طريق معناه الواضح والصريح‏۲. مثل «االتطاول» كناية عن تضييع على حقوق الآخرين، وكذلك الحال بالنسبة إلى تعابير مثل:

وقد استخدم القرآن الكريم تعابير كنائية للمقاربة الجنسية، مثل: المسّ‏۳ واللمس‏۴ والمباشرة۵.۶

وهكذا خلال سرد قصّة زليخا مع يوسف الصدّيق، فقد استخدم كلمة «المراودة». كما لم يفصّل في وصف جمال يوسف، بل مرّ به بسرعة وعلى سبيل الكناية:
« فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَ قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَ قُلْنَ حَشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ».۷

و«الجلوس على العرش» كناية عن القدرة أو الربوبية أو المالكية، كما أنّ «اليد» كناية عن العظمة وجلال القدرة الإلهية:
« الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى‏ ».۸

1.لسان العرب: ج ۱۲ ص ۱۷۴.

2.راجع: فرهنك بديعي: ص ۱۶۴؛ انوار البلاغة: ص ۳۱۲ - ۳۱۳؛ جواهر البلاغة: ص ۳۴۵ - ۳۴۷؛ شرح المختصر: ج ۲ ص ۱۲۳ - ۱۲۵.

3.قوله تعالى في سورة البقرة الآية ۲۳۶ : «مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ» ، وفي الآية ۲۳۷ منها وفي سورة الأحزاب الآية ۴۹ : «مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ» .

4.قوله تعالى في سورة النساء الآية ۴۳: (أو لامستم النساء).

5.قوله تعالى في سورة البقرة الآية ۱۸۷ : «فَالَْنَ بَشِرُوهُنَّ... وَلَا تُبَشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَكِفُونَ فِى الْمَسَجِدِ» .

6.أساليب البيان في القرآن: ص ۶۶۷.

7.يوسف: ۳۱.

8.طه: ۵.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
338

الاستعارة

تعني الاستعارة في اللغة: طلب الشي‏ء على وجه الأمانة. وفي الاصطلاح: استخدام الكلمة في غير ما وضعت له باعتبار مناسبة (المشابهة). وبعبارة اُخرى: الاستعارة هي نوع من المجاز (المرسل) الذي يذكر فيه أحد ركني التشبيه.۱

ويؤدّي استخدام هذا النوع من الصناعات الأدبية، فضلاً عن الجانب الفني والجمالي، إلى تسهيل المعاني السامية الكامنة وراء نطاق فكر الإنسان و التي لا تسعها الألفاظ. لاحظوا الأمثلة التالية:

استعارة الحياة للعلم والهداية۲:
« أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ ».۳

استعارة الماء بصفته أساس الحياة الظاهرية، للدين والشريعة بصفتهما أساس الحياة المعنوية:
« أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَ مِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِى النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَ الْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ».۴

استعارة التجارة للإعراض عن الهدى والإقبال على الضلال‏۵:
« أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى‏ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَ مَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ».۶

1.جواهر البلاغة: ص ۳۰۲ - ۳۰۴.

2.جواهر البلاغة: ص ۳۲۵.

3.الأنعام: ۱۲۲.

4.الرعد: ۱۷.

5.شرح المختصر: ج ۲ ص ۱۱۲ - ۱۱۳.

6.البقرة: ۱۶.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27418
صفحه از 616
پرینت  ارسال به