337
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

لما جاء بحقيقة صفتهم عقبها بضرب المثل زيادة في الكشف وتتميماً للبيان. ولضرب العرب الأمثال واستحضار العلماء المثل والنظائر شأن ليس بالخفيّ في إبراز خبيات المعاني، ورفع الأستار عن الحقائق، حتّي تريك المتخيّل في صورة المحقّق، والمتوهّم في معرض المتيقّن، والغائب كأنّه مشاهد.۱

ويقول العلّامة الطباطبائي في تعريف المثل:

والمثل هو وصف المقصود بما يمثله ويقربه من ذهن السامع.۲

ويرى العلّامة الطباطبائي أنّ سبب استخدام المَثَل في القرآن أنّه أبسط طريق لبيان الحقائق والدقائق التي يمتاز بها العالم والعامي كل بمستواه ومرتبته الخاصة به‏۳؛ كما يرى أنّ اللغة التمثلية تبيّن المعاني المجهولة، بما هو معلوم ومعهود في أذهان عامّة الناس. وبما أنّ هداية القرآن شاملة ولا تقتقصر على فئة خاصّة، ويراعى فيها المستوى الفكري لعامّة الناس، ومن جهة اُخرى فإنّ الفهم العامّ للبشر لايتجاوز مستوى المحسوسات الطبيعية، واستخدام الأمثال يصبح ضروريّاً كي تبيّن المفاهيم غير المادّية للجميع.۴

ويقول مؤلّف الميزان مستعيناً بدقّته في شرح الآية: « وَ تِلْكَ الْأَمْثَلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَ مَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَلِمُونَ »۵:
قوله تعالي يشير إلي أنّ الأمثال المضروبة في القرآن علي أنّها عامّة تقرع أسماع عامّة الناس، لكنّ الإشراف علي حقيقة معانيها ولبّ مقاصدها خاصّة لأهل العلم ممّن يعقل حقائق الاُمور، ولا ينجمد علي ظواهرها.۶

1.الكشّاف: ج ۱ ص ۱۹۶ - ۱۹۷.

2.الميزان في تفسير القرآن: ج ۱۳ ص ۲۰۲.

3.الميزان في تفسير القرآن: ج ۱۵ ص ۱۲۵.

4.الميزان في تفسير القرآن: ج ۳ ص ۶۲ - ۶۳.

5.العنكبوت: ۴۳.

6.الميزان في تفسير القرآن:ج ۱۶ ص ۱۳۲.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
336

الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ».۱

وأعمال الكافرين كالسراب الخداع:
« وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَلُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمَْانُ مَاءً ».۲

ومثل المؤمنين في الثبات، كمثل البناء المحكم، وكمثل النبات المنعم بالحيوية:
« كَأَنَّهُم بُنْيَنٌ مَّرْصُوصٌ ».۳« كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطَْهُ فََازَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى‏ عَلَى‏ سُوقِهِ ».۴

وتبدو جهنّم وكأنّها كائن حي: ذات صراخ هادر، وزفير تتقّلب منه الأبصار:
« كَلَّا إِنَّهَا لَظَى‏ * نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى‏ * تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلَّى‏ ».۵« إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَ زَفِيرًا ».۶« إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَ هِىَ تَفُورُ * تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِىَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ » .۷

التمثيل‏

يعدّ التمثيل بحدّ ذاته من أنواع التشبيه، وله آثار خاصة:
« وَ لِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى‏ ».۸

يقول الزمخشري مؤلّف الكشّاف، عند تفسير الآيات ۱۷ - ۲۰ من سورة البقرة :
« مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِى اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ ».

1.العنكبوت: ۴۱.

2.النور: ۳۹.

3.الصفّ: ۴.

4.الفتح: ۲۹.

5.المعارج: ۱۵ - ۱۷.

6.الفرقان: ۱۲.

7.الملك: ۸ - ۹.

8.النحل: ۶۰.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27712
صفحه از 616
پرینت  ارسال به