335
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

۲. المشبّه به: الشخص أو الشي‏ء الذي شبّه به المشبّه به.

۳. وجه الشبه: الصفة أو الكيفية المشتركة بين المشبّه والمشبّه به.

۴. أداة التشبيه: الألفاظ الدالّة على التشبيه.

وعلى سبيل المثال ففي الجملة: «وجه الحبيب يضي‏ء كالشمس» يمكن أن نحدّد الأركان الأربعة السابقة كالتالي: «وجه الحبيب» المشبّه، و«الكاف»: أداة التشبيه، و«الشمس» المشبّه به، و«يضي‏ء»: وجه الشبّه.

والهدف الرئيس من التشبيه: هو أن يصوّر المعنى الذي يريده المتكلّم ويرسمه أمام مرأى السامع.

ويعترف علماء البلاغة بأنّ تشببهات القرآن متينة ودقيقة، وهي أبلغ التشبيهات في لغة العرب.

ويذكر ابن الأثير الآية التالية في تشبيه المفرد بالمفرد:
« وَ جَعَلْنَا الَّيْلَ لِبَاسًا ».۱

فشبّه الليل باللّباس، وذاك أنّه يستر النّاس بعضهم عن بعضٍ: من أراد هرباً من عدوٍّ، أو ثباتاً لعدوّ، أو إخفاء ما لا يحبّ الاطّلاع عليه من أمره.

كذلك قوله تعالى: « هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ »۲، فشبَّه المرأة باللّباس للرّجل، وشبّه الرجل باللباس للمرأة۳. لأنّ اللباس أساس الجمال، الحياء، والعفّة، والأمان من اعتداء الأجانب، وما مشابه ذلك.

وأفعال الأشخاص المجرّدة من الصبغة الإلهية والاتّصال بمبدأ العالم كبيت العنكبوت الواهن: تتقوّض أركانه وينهدم لأتفه الأسباب:
« مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَ إِنَّ أَوْهَنَ

1.النبأ: ۱۰.

2.البقرة: ۱۸۷.

3.المثل السائر: ج ۲ ص ۱۳۳


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
334

والآية:
« فَأَصْبَحَ فِى الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ».۱

وفي الوقت الذي تعكس فيه الحالة الروحية للشخص الموصوف من خلال وصف مثير للأحاسيس، فإنّها تصوّر - في ضوء مخارج الحروف - اختيار الكلمات وترتيبها الخاصّ و صعود المعاني وهبوطها بكلّ لطافة.

ويرى أحمد أحمد بدوي أنّ تفنن القرآن في التصوير يتجلّى في هذه الآية:
« إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ».۲

فيقول: نلمس في هذه الآية وطأة اليوم الآخر من كلّ كلمة من كلماتها، لتبلغ الذروة في حرف الطاء ذي المخرج الثقيل.۳

ويقول الدكتور صبحي صالح في هذا المجال نفسه:
نحن من القرآن أيضاً إزار الشي‏ء فوق اللغة وقواعدها وآدابها، فإنّ ظلال التعبير في القرآن وإيحاءات المفردات في آياته وألوان التصاوير في قصصه ولوحاته، لَتَرتَبط أوثق الارتباط بالوقائع الحيّة والأحداث النواطق والمشاهد الشواخص كأنّ أبطالها ما انفكّوا علي مسرح الحياة يعذون ويروحون.۴

وقد استخدم القرآن في التمثيل والتشبيه كثيراً من النماذج الملموسة لتصوير وتجسيم معانيه الغيببية السامية وترسيخها في أفهام الناس، وأكثر من توظيف عناصر المجاز والكناية والاستعارة التي تجسّد من جهة جمالاً بالغ العظمة، وتمثّل من جهة اُخرى، ممّراً مناسباً لإيصال الحقائق السامية إلى الأذهان.

التشبيه‏

التشبيه: يعني تشبيه شي‏ء بشي‏ء آخر في الصفة أو الكيفية، وفيه أربعة أركان:

۱. المشبَّه: وهو الشخص أو الشي‏ء الذي شبّه في صفةٍ ما بشخص أو بشي‏ء آخر.

1.الإنسان: ۱۰.

2.راجع: من بلاغة القرآن: ص ۵۸.

3.مباحث في علوم القرآن: ص ۱۲۹.

4.التبيان في تفسير القرآن: ج ۶ ص ۳۷۴.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27696
صفحه از 616
پرینت  ارسال به