التصدير
وهو إرجاع نهاية الكلام إلى أوّله ويسمّى «ردّ العجز على الصدر»، وإذا نظرنا من هذه الزاوية أدهشنا جمال هذه الآية:
« وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ».۱
مراعاة النظير
وهو من هذه الأساليب أيضاً، حيث نرى أنّه ضاعف من جمال الآية التالية:
« أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَ إِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ».۲
ولذلك فإنّ عنوان الإعجاز في «نظم الوقع الموسيقي» في القرآن - والذي اعتبره بعض باحثي العهود الأخيرة ولعلّ أبرزهم محمّد صادق الرافعي۳ - ليس بالموضوع الجديد الذي توصل إليه المتأخّرون، بل إنّ المتقدّمين من علماء اللغة المسلمين أدركوا عناصره وأبعاده على خير وجه أيضاً.
۱ - ۵ . التصوير
سبقت الإشارة إلى أنّ جمال موسيقى القرآن لها علاقة وثيقة بالمعاني، فالمتغيّرات الهجائية والصوتية لها ارتباط بالمتغيّرات المعنوية.
فالحركة والسكون، ومخارج الحروف، والمدّ والشدّ والغنّة، والفواصل والاختلافات الهندسية للألفاظ، والمسارات المنظمة لآليات ونغماتها الموسيقية، تتغيّر بما يتناسب مع سياق المعاني ومحتوى الكلام، إلّا أنّ عظمة القرآن لا تقتصر على ذلك؛ إذ تكمن - على حدّ تعبير العلّامة الطباطبائي وحسب نظرية النظم عند عبد القاهر الجرجاني - في أنّ الألفاظ يجب أن تنظّم طبقاً للمعاني جزءًا بجزء