329
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

الجناس التامّ: هو أن تكون الألفاظ المتجانسة واحدة في القول والكتابة - أي في الحروف والحركات - مختلفة في المعنى، كما نلاحظ الجناس التامّ في المثال القرآني التالي:
« وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ».۱

والجناس الناقص: هو أن تكون أركان الجناس واحدة في الحروف، مختلفة في الحركات، كما نلاحظ في المثال القرآني التالي:
« وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ * فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ ».۲

والجناس الزائد: هو أن يكون في إحدى الكلمات المتجانسة حرف زائد على الآخر، وهذا الحرف يكون أحياناً في أوّل الكلمة، مثل «ع» مثل في باب وعباب، «آ» في تين وآتين؛ وأحياناً في آخر الكلمة، وقد تكون الزيادة في الوسط، مثل الألف في قامة وقيامة. ويمكننا أن نجد نماذج من الجناس الزائد في الآيات الأخيرة من سورة القيامة:
« كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِىَ * وَ قِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَ ظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَ الْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى‏ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ».۳

وجناس الخطّ: هو أن تكون أركان الجناس في الكتابة واحدة، وفي التلفّظ والتنقيط مختلفة. ويمكننا أن نلاحظ ذروة الفن والجمال في استعمال جناس الخطّ في الآية التالية:
« الَّذِى خَلَقَنِى فَهُوَ يَهْدِينِ * وَ الَّذِى هُوَ يُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِ * وَ إِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَ الَّذِى يُمِيتُنِى ثُمَّ يُحْيِينِ ». ۴

1.الروم: ۵۵.

2.الصافّات: ۷۲ - ۷۳.

3.القيامة: ۲۶ - ۳۰.

4.الشعراء: ۷۸ - ۸۱.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
328

« وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِ‏ّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَّنْ خَشِىَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَ جَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَ لَدَيْنَا مَزِيدٌ ».۱

أم كان عن الإنذار والترهيب:
« فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ * وَ صَحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ * لِكُلِ‏ّ امْرِىٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ».۲

أو كان عن رواية جمال سيرة أنبياء اللَّه:
« قَالَ إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَانِىَ الْكِتَابَ وَ جَعَلَنِى نَبِيًّا * وَ جَعَلَنِى مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَ أَوْصَنِى بِالصَّلَوةِ وَ الزَّكَوةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَ بَرَّاً بِوَالِدَتِى وَ لَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا شَقِيًّا ».۳

والمزيد من الاطّلاع على فواصل القرآن وأساليبه الاُخرى، يمكن مراجعة بعض الآثار التي اُلّفت في هذا المجال.۴

وفضلاً عن الفواصل فإنّ في القرآن الكثير من البدائع في الفنّ البياني تضفي جمالاً خاصاً على فخامة البنية التركيبية للقرآن، وتبهر المخاطَب. ومن جملة هذه البدائع «الجناس» الذي ينقسم بدوره إلى أقسام مختلفة.

والجناس أو التجانس في اصطلاح علم البديع: هو أن يأتي المتكلّم في كلامه بكلمتين متشابهتين في التلفّظ أو من جنس واحد، ومختلفتين في المعنى، كقول الشاعر:
ما مات من كرم الزمان فإنّه‏يحيا لدى يحيى بن عبد اللَّه‏
۵

1.ق: ۳۱ - ۳۵.

2.عبس: ۳۳ - ۴۲.

3.مريم: ۳۰ - ۳۲.

4.نظم آيات إلهي در نگارش جزء : ۲۹ و ۳۰ .

5.أعيان الشيعة : ج ۴ ص ۴۲۹

تعداد بازدید : 27972
صفحه از 616
پرینت  ارسال به