327
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

۳. السجع المتوازن: وهو أن تكون الكلمات في أواخر الجمل متّفقة في الوزن ومختلفة في حرف الروي، لاحظوا الفواصل القرآنية، التالية:
« وَ ءَاتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ * وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ».۱« وَ السَّمَاءِ وَ الطَّارِقِ * وَ مَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ * إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ».۲« وَ الطُّورِ * وَ كِتَابٍ مَّسْطُورٍ * فِى رَقٍّ مَّنشُورٍ * وَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ».۳

ونحن نلاحظ أنّ الوقع الموسيقي الخاصّ بالكلام محفوظ وملموس في الفقرات المختلفة لهذه الآيات، رغم التنوع. وتتجسّد هذه الخصوصية بنحو مناسب في الآيات والسور المختلفة الاُخرى أيضاً. ويتمّ تصوير المعاني بالحروف والكلمات ولحن الكلام وموسيقاه، فينتقل القارئ دون إرادة منه إلى أجواء المعني، سواء أكان الحديث عن المسؤولية والتكليف:
« يَبُنَىَّ أَقِمِ الصَّلَوةَ وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى‏ مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ».۴

أم كان عن الاحتجاج والاستدلال وإبطال فكرة خاطئة:
« يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَ لَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَ إِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيًْا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَ الْمَطْلُوبُ ».۵

أم كان عن البشارة والترغيب:

1.الصافات: ۱۱۷ - ۱۱۸.

2.الطارق: ۱ - ۴.

3.الطور: ۱ - ۶.

4.لقمان: ۱۷.

5.الحجّ: ۷۳.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
326

«السجع»۱. والسجع على ثلاثة أنواع:

۱. السجع المتوازن: وهو أن تتطابق أواخر الجمل في كلّ من الوزن وحرف الروي، مثل: عَمَل وأمَل، يقظان وجبران.۲

واعتبرت الآيات الآتية نموذجاً لهذا النوع من الفواصل في القرآن الكريم:
« فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ * وَ أَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ ».۳« فِى سِدْرٍ مَّخْضُودٍ * وَ طَلْحٍ مَّنضُودٍ * وَ ظِلٍّ مَّمْدُودٍ ».۴« وَ الشَّمْسِ وَ ضُحَاهَا * وَ الْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَ النَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَ الَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَ السَّمَاءِ وَ مَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَ مَا طَحَاهَا * وَ نَفْسٍ وَ مَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَ تَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَ قَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا * كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا ».۵

۲. السجع المطرّف: وهو أن تكون الألفاظ في أواخر الجمل على حرف روي متشابهة ومختلفة في الوزن. ويمكن اعتبار النماذج التالية مثالاً للسجع المطرّف في فواصل القرآن الكريم:
« مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَ قَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ».۶« وَ الصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ * إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ * لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ».۷« أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِى تَضْلِيلٍ * وَ أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ».۸

1.البرهان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۵۰ النوع الثالث.

2.الروِيّ في مصطلح العروض: يعني الحرف الأصلي للقافية الذي تدور القافية عليه.

3.الغاشية: ۱۳ - ۱۴.

4.الواقعة: ۲۸ - ۳۰.

5.الشمس: ۱ -۱۲.

6.نوح: ۱۳ - ۱۴.

7.المدّثّر: ۲۴ - ۳۷.

8.الفيل: ۱ - ۳.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 28018
صفحه از 616
پرینت  ارسال به