۳. السجع المتوازن: وهو أن تكون الكلمات في أواخر الجمل متّفقة في الوزن ومختلفة في حرف الروي، لاحظوا الفواصل القرآنية، التالية:
« وَ ءَاتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ * وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ».۱« وَ السَّمَاءِ وَ الطَّارِقِ * وَ مَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ * إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ».۲« وَ الطُّورِ * وَ كِتَابٍ مَّسْطُورٍ * فِى رَقٍّ مَّنشُورٍ * وَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ».۳
ونحن نلاحظ أنّ الوقع الموسيقي الخاصّ بالكلام محفوظ وملموس في الفقرات المختلفة لهذه الآيات، رغم التنوع. وتتجسّد هذه الخصوصية بنحو مناسب في الآيات والسور المختلفة الاُخرى أيضاً. ويتمّ تصوير المعاني بالحروف والكلمات ولحن الكلام وموسيقاه، فينتقل القارئ دون إرادة منه إلى أجواء المعني، سواء أكان الحديث عن المسؤولية والتكليف:
« يَبُنَىَّ أَقِمِ الصَّلَوةَ وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ».۴
أم كان عن الاحتجاج والاستدلال وإبطال فكرة خاطئة:
« يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَ لَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَ إِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيًْا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَ الْمَطْلُوبُ ».۵
أم كان عن البشارة والترغيب: