« يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ».۱
وهذا الأمر هو ما يتملّص منه الإنسان، ويتجاهله وينساه ويغفل عنه ويختار العناد لتبرير فراره من المسؤولية.
ولذلك فإنّ القرآن يستعمل التأكيد في موضعه وحسب الحاجة، ويوجّه - بلغته الصارمة والقاصمة وضرباته المتلاحقة - الصدمات إلى جسمه الذي أخلد إلى الأرض، ويحثّه على الحركة.
تأمّلوا سورة العصر القصيرة وسرّ تأكيداتها المتلاحقة:
« وَ الْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُواوَ عَمِلُوا الصَّالحِاتِ وَ تَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ».۲
۱. القسم (والعصر)، ۲. إنّ، ۳. ألف ولام الجنس على الإنسان « إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ »، ۴. لام التأكيد، ۵. (في) للظرفية: لا يخسر الإنسان بل هو غارق في الخسران، ۶. استخدام النكرة «خُسر» خسران مبين، مهول للغاية، ۷. (لفي خسر) جاء خبر إنّ جملة اسمية لا فعلية؛ كي يحذر من ثبات الخسران واستمراره.
۱ - ۴. النظم والاُسلوب
يشهد مخاطبو القرآن والعارفون باللغة والأدب العربي حقيقة مهمّة، هي أنّ اُسلوب القرآن لا يطابق النثر الذي تعارف عليه العرب، كما أنّه ليس نظماً وشعراً. ومع كلّ ذلك ففي القرآن نوع من الموسيقى الجميلة تشبه القافية أو السجع: «لا يشبه شيء من كلامه بكلام البشر»۳. «والمعجزة في نظمه...».۴
ويضمّ هذا الاُسلوب خصوصية اُخرى في داخله: فآيات القرآن وعباراته