في كونه وحياً إلهياً ! و هذه الحقيقة هي ما يعبّر عنها المتكلّمون المسلمون ب«التحدّي۱»۲ :
«أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُواْ صَدِقِينَ ».۳
وكذلك:
«أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَتٍ وَ ادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ ».۴«قُلْ فَأْتُواْ بِكِتَبٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَآ أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ ».۵
وجاء في نقل عن الإمام الرضا عليه السلام : أنّ اللَّه تبارك وتعالى أرسل القرآن بهذه الحروف التي يستخدمها العرب جمعيهم، ثمّ قال:
«قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَ الْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءَانِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ».۶
كما يتّضح من آيات التحدّي أنّ القرآن معجزة فكرية وثقافية لا ترتبط بحضور النبيّ صلى اللّه عليه و آله نفسه، بل إنّ الوجود الثابت والدائم لهذا الكتاب بين البشر هو الذي يدلّ على أحقّيته.
مظاهر إعجاز القرآن
من الملاحظات التي تستحقّ التأمّل أنّ القرآن نفسه - سوى التذكير بالعنوان الكلّي لعدم تهافت نصّ القرآن - لم يصرّح بأمر الإعجاز بجهة خاصّة، ويبدو أنّه لم يحدّد