بحث في إعجاز القرآن ۱
الوحي والأعجاز
يذكّر القرآن الكريم خلال سرد حياة الأنبياء بالآيات الإلهية لدعاة الارتباط بالوحي، فقد كانوا يقدّمون بإذن اللَّه بعض المعاجز لإثبات ارتباطهم الغيبي باللَّه:
«وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ ».۲«لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ ... ».۳
واستناداً إلى آيات القرآن فإنّ «البّينات» و«المعجزات الواضحة» ظهرت تزامناً مع الوحي، ولا يمكن أن تنفصل عنه.
وبالطبع فإنّ هذه الظواهر الخارقة للعادة لم تحدث إلّا في زمان اُولئك الأنبياء أنفسهم، ولم يبقَ أثر منها اليوم. ولكنّنا نري أنّ القرآن الكريم هو المعجزة الإلهية الخالدة، وهو الكتاب الوحيد الذي هو من سنخ الوحي الإلهي نفسه، وبقي على مرّ التاريخ، وحمل معه الآية على إلهية الوحي المنزل على النبيّ صلى اللّه عليه و آله وأحقّيته.
مفهوم المعجزة
المعجزة من المصدر «إعجاز»، وهي مشتقّة من الثلاثي المجرّد «عجز» بمعنى عدم القدرة، ونهاية كلّ شيء أيضاً۴. والإعجاز يعني جعل الطرف المقابل عاجزاً، أو أن