283
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

قالَ: وأجِدُ اللَّهَ جَلَّ ثَناؤُهُ يَقولُ: « هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا »۱، وقَد يُسَمِّي الإِنسانَ : سَميعاً، بَصيراً ، ومَلِكاً ، ورَبّاً ، فَمَرَّةً يُخبِرُ بِأَنَّ لَهُ أسامِيَ كَثيرَةً مُشتَرَكَةً ، ومَرَّةً يَقولُ: « هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا » ، فَأَنّى‏ ذلِكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، وكَيفَ لا أشُكُّ فيما تَسمَعُ؟!
قالَ: هاتِ - وَيحَكَ - ما شَكَكتَ فيهِ!
قالَ: وَجَدتُ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالى‏ يَقولُ: « وَ مَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِى الْأَرْضِ وَ لَا فِى السَّمَاءِ »۲، ويَقولُ: « وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ »۳، ويَقولُ : « كَلَّآ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَل-ِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ »۴، كَيفَ يَنظُرُ إلَيهِم مَن يَحجُبُ عَنهُم ، وأنّى‏ ذلِكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، وكَيفَ لا أشُكُّ فيما تَسمَعُ؟!
قالَ: هاتِ أيضاً - وَيحَكَ - ما شَكَكتَ فيهِ!
قالَ: وأجِدُ اللَّهَ عزّ و جلّ يَقولُ: « ءَأَمِنتُم مَّن فِى السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِىَ تَمُورُ »۵، وقالَ: « الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى‏ »۶، وقالَ: « وَهُوَ اللَّهُ فِى السَّمَوَ تِ وَفِى الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ »۷، وقالَ: « وَ الظَّهِرُ وَ الْبَاطِنُ »۸، وقالَ: « وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ »۹، وقالَ: « وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ »۱۰، فَأَنّى‏ ذلِكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، وكَيفَ لا أشُكُّ فيما تَسمَعُ؟!
قالَ: هاتِ أيضاً - وَيحَكَ - ما شَكَكتَ فيهِ !

1.مريم : ۶۵ .

2.يونس : ۶۱ .

3.آل عمران : ۷۷ .

4.المطفّفين : ۱۵ .

5.الملك : ۱۶ .

6.طه : ۵ .

7.الأنعام : ۳ .

8.الحديد : ۳ .

9.الحديد : ۴ .

10.ق : ۱۶ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
282

يَتَكَلَّمونَ ، ومَرَّةً يُخبِرُ أنَّهُم لا يَتَكَلَّمونَ إلّا مَن أذِنَ لَهُ الرَّحمنُ وقالَ صَواباً ، ومَرَّةً يُخبِرُ أنَّ الخَلقَ لا يَنطِقونَ ويَقولُ عَن مَقالَتِهِم: « وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ » ، ومَرَّةً يُخبِرُ أنَّهُم يَختَصِمونَ ، فَأَنّى‏ ذلِكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، وكَيفَ لا أشُكُّ فيما تَسمَعُ؟!
قالَ: هاتِ - وَيحَكَ - ما شَكَكتَ فيهِ!
قالَ: وأجِدُ اللَّهَ عزّ و جلّ يَقولُ: « وُجُوهٌ يَوْمَل-ِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى‏ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ »۱، ويَقولُ: « لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَرَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ »۲، ويَقولُ: « وَ لَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى‏ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى‏ »۳، ويَقولُ: « يَوْمَل-ِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَ رَضِىَ لَهُ قَوْلًا * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مَا خَلْفَهُمْ وَ لَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا »۴، ومَن أدرَكَهُ الأَبصارُ فَقَد أحاطَ بِهِ العِلمُ ، فَأَنّى‏ ذلِكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، وكَيفَ لا أشُكُّ فيما تَسمَعُ؟!
قالَ: هاتِ أيضاً - وَيحَكَ - ما شَكَكتَ فيهِ!
قالَ: وأجِدُ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالى‏ يَقولُ: « وَ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاىِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِىَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ »۵، وقالَ: « وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى‏ تَكْلِيمًا »۶، وقالَ: « وَنَادَلهُمَا رَبُّهُمَا »۷، وقالَ: « يَأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لِاَّزْوَ جِكَ وَ بَنَاتِكَ »۸، وقالَ: « يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ »۹، فَأَنّى‏ ذلِكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، وكَيفَ لا أشُكُّ فيما تَسمَعُ؟!
قالَ: هاتِ - وَيحَكَ - ما شَكَكتَ فيهِ!

1.القيامة : ۲۲ و ۲۳ .

2.الأنعام : ۱۰۳ .

3.النجم : ۱۳ و ۱۴ .

4.طه :۱۰۹ و ۱۱۰ .

5.الشورى :۵۱ .

6.النساء : ۱۶۴ .

7.. الأعراف : ۲۲ .

8.الأحزاب : ۵۹ .

9.المائدة : ۶۷ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 36966
صفحه از 616
پرینت  ارسال به