281
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

حَدَّثَنا طَلحَةُ بنُ يَزيدَ عَن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ عُبَيدٍ عَن أبي مَعَمَرٍ السَّعدانِيِّ ، أنَّ رَجُلاً أتى‏ أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ! إنّي قَد شَكَكتُ في كِتابِ اللَّهِ المُنزَلِ.
قالَ لَهُ عليه السلام : ... وكَيفَ شَكَكتَ في كِتابِ اللَّهِ المُنزَلِ؟
قالَ: لِأَنّي وَجَدتُ الكِتابَ يُكَذِّبُ بَعضُهُ بَعضاً ، فَكَيفَ لا أشُكُّ فيهِ؟
فَقالَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام : إنَّ كِتابَ اللَّهِ لَيُصَدِّقُ بَعضُهُ بَعضاً ، ولا يُكَذِّبُ بَعضُهُ بَعضاً ، ولكِنَّكَ لَم تُرزَق عَقلاً تَنتَفِعُ بِهِ ، فَهاتِ ما شَكَكتَ فيهِ مِن كِتابِ اللَّهِ عزّ و جلّ !
قالَ لَهُ الرَّجُلُ: إنّي وَجَدتُ اللَّهَ يَقولُ: « فَالْيَوْمَ نَنسَل-هُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا »۱ ، وقالَ أيضاً: « نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ »۲، وقالَ: « وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا »۳، فَمَرَّةً يُخبِرُ أنَّهُ يَنسى‏ ، ومَرَّةً يُخبِرُ أنَّهُ لا يَنسى‏ ، فَأَنّى‏ ذلِكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ؟
قالَ: هاتِ ما شَكَكتَ فيهِ أيضاً!
قالَ: وأجِدُ اللَّهَ يَقولُ: « وَيَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلَل-ِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَ قَالَ صَوَابًا »۴، وقالَ - وَاستُنطِقوا فَقالوا - : « وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ »۵، وقالَ: « يَوْمَ الْقِيَمَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا »۶، وقالَ: « إِنَّ ذَ لِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ »۷، وقالَ: « لَا تَخْتَصِمُواْ لَدَىَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ »۸، وقالَ: « نَخْتِمُ عَلَى‏ أَفْوَ هِهِمْ وَ تُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ »۹؛ فَمَرَّةً يُخبِرُ أنَّهُم

1.الأعراف : ۵۱ .

2.التوبة : ۶۷ .

3.مريم : ۶۴ .

4.النبأ : ۳۸ .

5.الأنعام : ۲۳ ، وقوله : «واستُنطِقوا» أي بقوله تعالى في الآية ۲۲ : « ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا » إلى آخر الآية .

6.العنكبوت : ۲۵ .

7.ص : ۶۴ .

8.ق : ۲۸ .

9.يس : ۶۵ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
280

فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : مَن يَعذِرُني مِن هؤُلاءِ الضَّياطِرَةِ۱ ، يَقيِلُ أحَدُهُم يَتَقَلَّبُ عَلى‏ حَشاياهُ ، و يُهَجِّرُ قَومٌ لِذِكرِ اللَّهِ! فَيَأمُرُني أن أطرُدَهُم فَأَكونَ مِنَ الظّالِمينَ! وَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ و بَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَقَد سَمِعتُ مُحَمَّداً صلى اللّه عليه و آله يَقولُ : لَيَضرِبُنَّكُم وَاللَّهِ عَلَى الدّينِ عَوداً كَما ضَرَبتُموهُم عَلَيهِ بَدءاً.۲

۵ / ۲ - ۴

عَدَمُ الاِختِلافِ‏

الكتاب‏

« أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلَفًا كَثِيرًا ».۳

الحديث‏

۳۰۶. الإمام عليّ عليه السلام : اللَّهُ سُبحانَهُ يَقولُ : « مَّا فَرَّطْنَا فِى الْكِتَبِ مِن شَىْ‏ءٍ »۴ وفيهِ تِبيانٍ لِكُلِّ شَي‏ءٍ ، وذَكَرَ أنَّ الكِتابَ يُصَدِّقُ بَعضُهُ بَعضاً ، وأنَّهُ لَا اختِلافَ فيهِ ، فَقالَ سُبحانَهُ : « وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلَفًا كَثِيرًا » ، وأنَّ القُرآنَ ظاهِرُهُ أنيقٌ ، وباطِنُهُ عَميقٌ ، لا تَفنى‏ عَجائِبُهُ ، ولا تَنقَضي غَرائِبُهُ ، ولا تُكشَفُ الظُّلُماتُ إلّا بِهِ .۵

۵ / ۲ - ۵

الجَوابُ عَمّا يُوهِمُ الاِختِلافَ‏

۳۰۷. التوحيد عن محمّد بن الحسن بن عبد العزيز الأحدب : وَجَدتُ في كِتابِ أبي بِخَطِّهِ :

1.الضَّياطِرة : هم الضِّخام الذين لا غَناء عندهم (النهاية : ج ۳ ص ۸۷ «ضطر») .

2.الغارات : ج ۲ ص ۴۹۸ ؛ مسند أبي يعلى‏ : ج ۱ ص ۲۲۳ ح ۳۹۵ ، الأمالي للمحاملي : ص ۲۰۰ ح ۱۸۱ ، شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد : ج ۲۰ ص ۲۸۴ ح ۲۵۱ و ج ۱۹ ص ۱۲۴ كلّها نحوه .

3.الأنعام : ۳۸ .

4.النساء : ۸۲ .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۶۲۰ ح ۱۴۲ ، كشف اليقين : ص ۲۳۰ ح ۲۵۷ ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۲۸۴ ح ۱ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27798
صفحه از 616
پرینت  ارسال به