273
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

فَاجتَمَعَت إلَيهِ قُرَيشٌ ، قالوا : ما لَكَ؟ قالَ : أرَأَيتُم لَو أخبَرتُكُم أنَّ العَدُوَّ يُصَبِّحُكُم أو يُمَسّيكُم ، أما كُنتُم تُصَدِّقونَني؟ قالوا : بَلى‏ ، قالَ : فَإِنّي نذيرٌ لَكُم بَينَ يَدَي عَذابٍ شَديدٍ . فَقالَ أبو لَهَبٍ : تَبّاً لَكَ ، ألِهذا جَمَعتَنا؟ فَأَنزَلَ اللَّهُ : « تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ ».۱

!ج - اليَهودُ لا يَتَمَنَّونَ المَوتَ أبَداً

الكتاب‏

« قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ * وَ لَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدَ ا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَ اللَّهُ عَلِيمُ بِالظَّلِمِينَ ».۲

الحديث‏

۲۸۵. مجمع البيان : رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله أنَّهُ قالَ : «لَو أنَّ اليَهودَ تَمَنَّوُا المَوتَ لَماتوا ولَرَأَوا مَقاعِدَهُم مِنَ النّارِ ، فَقالَ اللَّهُ سُبحانَهُ : إنُّهم « لَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدَا » تَحقيقاً لِكَذِبِهِم» . و في ذلِكَ أعظَمُ دَلالَةٍ عَلى‏ صِدقِ نَبِيِّنا و صِحَّةِ نُبُوَّتِهِ ، لِأَنَّهُ أخبَرَ بِالشَّي‏ءِ قَبلَ كَونِهِ ، فَكانَ كَما أخبَرَ . و أيضاً فَإِنَّهُم كَفّوا عَنِ التَّمَنّي لِلمَوتِ ، لِعِلمِهِم بِأَنَّهُ حَقٌّ وأنَّهُم لَو تَمَنَّوُا المَوتَ لَماتوا.۳

۲۸۶. مجمع البيان عن ابن عبّاس : كانَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله يَقولُ لَهُم : «إن كُنتُم صادِقينَ في مَقالَتِكُم ، فَقولوا : اللَّهُمَّ أمِتنا ، فَوَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لا يَقولُها رَجُلٌ إلّا غَصَّ بِريقِهِ فَماتَ مَكانَهُ» .
و هذِهِ القِصَّةُ شَبيهَةٌ بِقِصَّةِ المُباهَلَةِ ، و أنَّ النَّبِيَّ صلى اللّه عليه و آله لَمّا دَعَا النَّصارى‏ إلَى المُباهَلَةِ

1.صحيح البخاري : ج ۴ ص ۱۸۰۴ ح ۴۵۲۳ و ص ۱۷۸۷ ح ۴۴۹۲ ، صحيح مسلم : ج ۱ ص ۱۹۴ ح ۳۵۵ ، مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۶۰۳ ح ۲۵۴۴ و ص ۶۵۸ ح ۲۸۰۲ كلّها نحوه ؛ مجمع البيان : ج ۱۰ ص ۸۵۱ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۱ ص ۴۶ ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۱۶۴ .

2.البقرة : ۹۴ و ۹۵ .

3.مجمع البيان : ج ۱ ص ۳۲۰ ، التبيان في تفسير القرآن : ج ۱ ص ۳۵۷ نحوه ؛ تفسير الطبري : ج ۱ الجزء ۱ ص ۴۲۴ ، تفسير القرطبي : ج ۲ ص ۳۳ كلاهما نحوه و راجع: السنن الكبرى للنسائي : ج ۶ ص ۳۰۸ ح ۱۱۰۶۱ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
272

فارِسَ وَ افتَتَحوها فَرِحَ المُسلِمونَ بِنَصرِ اللَّهِ عزّ و جلّ .
قالَ : قُلتُ : ألَيسَ اللَّهُ عزّ و جلّ يَقولُ : « فِى بِضْعِ سِنِينَ » ، وقَد مَضى‏ لِلمُؤمِنينَ سِنونَ كَثيرَةٌ مَعَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله و في إمارَةِ أبي بَكرٍ ، و إنَّما غَلَبَ المُؤمِنونَ فارِسَ في إمارَةِ عُمَرَ ؟!
فَقالَ : ألَم أقُل لَكُم إنَّ لِهذا تَأويلاً وتَفسيراً ، وَالقُرآنُ يا أبا عُبَيدَةَ ناسِخٌ و مَنسوخٌ، أما تَسمَعُ لِقَولِ اللَّهِ عزّ و جلّ : « لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَ مِن بَعْدُ »؟ يَعني إلَيهِ المَشيئَةُ فِي القَولِ أن يُؤَخِّرَ ما قَدَّمَ و يُقَدِّمَ ما أخَّرَ فِي القَولِ إلى‏ يَومٍ يَحتِمُ القَضاءَ بِنُزولِ النَّصرِ فيهِ عَلَى المُؤمِنينَ ، فَذلِكَ قَولُهُ عزّ و جلّ « وَ يَوْمَل-ِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ » أي يَومَ يَحتِمُ القَضاءَ بِالنَّصرِ.۱

ب - سوءُ عاقِبَةِ أبي لَهَبٍ‏

الكتاب‏

« تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ وَ تَبَّ * مَا أَغْنَى‏ عَنْهُ مَالُهُ وَ مَا كَسَبَ * سَيَصْلَى‏ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ».۲

الحديث‏

۲۸۳. مجمع البيان - حَولَ قَولِهِ تَعالى‏ : « مَا أَغْنَى‏ عَنْهُ مَالُهُ وَ مَا كَسَبَ » في أبي لَهَبٍ - : ذلِكَ أنَّهُ قالَ لَمّا أنذَرَهُ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله بِالنّارِ : إن كانَ ما تَقولُ حَقّاً فَإِنّي أفتَدي بِمالي و وَلَدي . ثُمَّ أنذَرَهُ سُبحانَهُ بِالنّارِ ، فَقالَ : « سَيَصْلَى‏ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ » أي سَيَدخُلُ ناراً ذاتَ قُوَّةٍ وَ اشتِعالٍ ، تَلتَهِبُ عَلَيهِ و هِيَ نارُ جَهَنَّمَ ، وفي هذا دَلالَةٌ عَلى‏ صِدقِ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله وصِحَّةِ نُبُوَّتِهِ ، لِأَنَّهُ أخبَرَ أنَّ أبا لَهَبٍ يَموتُ عَلى‏ كُفرِهِ ، و كانَ كَما قالَ.۳

۲۸۴. صحيح البخاري عن ابن عبّاس : صَعِدَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله الصَّفا ذاتَ يَومٍ ، فَقالَ : يا صَباحاه‏۴ ،

1.الكافي : ج ۸ ص ۲۶۹ ح ۳۹۷ ، تفسير القمّي : ج ۲ ص ۱۵۲ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۰۰ ح ۱۰ .

2.المسدّ : ۱ - ۳ .

3.مجمع البيان : ج ۱۰ ص ۸۵۲ عن مقاتل .

4.يا صباحاه : هذه كلمةٌ يقولها المُستغيث ، وأصلُها إذا صاحوا للغارة ؛ لأنّهم أكثر ما كانوا يُغيرون عند الصباح ، ويسمّون يوم الغارة : يوم الصباح . فكأنّ القائل «يا صباحاه» يقول : قد غشيَنا العدوّ (النهاية : ج ۳ ص ۷ «صبح») .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27567
صفحه از 616
پرینت  ارسال به