فَاجتَمَعَت إلَيهِ قُرَيشٌ ، قالوا : ما لَكَ؟ قالَ : أرَأَيتُم لَو أخبَرتُكُم أنَّ العَدُوَّ يُصَبِّحُكُم أو يُمَسّيكُم ، أما كُنتُم تُصَدِّقونَني؟ قالوا : بَلى ، قالَ : فَإِنّي نذيرٌ لَكُم بَينَ يَدَي عَذابٍ شَديدٍ . فَقالَ أبو لَهَبٍ : تَبّاً لَكَ ، ألِهذا جَمَعتَنا؟ فَأَنزَلَ اللَّهُ : « تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ ».۱
!ج - اليَهودُ لا يَتَمَنَّونَ المَوتَ أبَداً
الكتاب
« قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ * وَ لَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدَ ا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَ اللَّهُ عَلِيمُ بِالظَّلِمِينَ ».۲
الحديث
۲۸۵. مجمع البيان : رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله أنَّهُ قالَ : «لَو أنَّ اليَهودَ تَمَنَّوُا المَوتَ لَماتوا ولَرَأَوا مَقاعِدَهُم مِنَ النّارِ ، فَقالَ اللَّهُ سُبحانَهُ : إنُّهم « لَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدَا » تَحقيقاً لِكَذِبِهِم» . و في ذلِكَ أعظَمُ دَلالَةٍ عَلى صِدقِ نَبِيِّنا و صِحَّةِ نُبُوَّتِهِ ، لِأَنَّهُ أخبَرَ بِالشَّيءِ قَبلَ كَونِهِ ، فَكانَ كَما أخبَرَ . و أيضاً فَإِنَّهُم كَفّوا عَنِ التَّمَنّي لِلمَوتِ ، لِعِلمِهِم بِأَنَّهُ حَقٌّ وأنَّهُم لَو تَمَنَّوُا المَوتَ لَماتوا.۳
۲۸۶. مجمع البيان عن ابن عبّاس : كانَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله يَقولُ لَهُم : «إن كُنتُم صادِقينَ في مَقالَتِكُم ، فَقولوا : اللَّهُمَّ أمِتنا ، فَوَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لا يَقولُها رَجُلٌ إلّا غَصَّ بِريقِهِ فَماتَ مَكانَهُ» .
و هذِهِ القِصَّةُ شَبيهَةٌ بِقِصَّةِ المُباهَلَةِ ، و أنَّ النَّبِيَّ صلى اللّه عليه و آله لَمّا دَعَا النَّصارى إلَى المُباهَلَةِ