271
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

۲۸۱. مجمع البيان : جاءَتِ الرِّوايَةُ عَنِ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله أنَّهُ قالَ : لِفارِسَ نَطحَةٌ أو نَطحَتانِ ، ثُمَّ قالَ : لا فارِسَ بَعدَها أبَداً۱ ، وَالرّومُ ذاتُ القُرونِ كُلَّما ذَهَبَ قَرنٌ خَلَفَ قَرنٌ ، هَبهَبٌ إلى‏ آخِرِ الأَبَدِ.۲

۲۸۲. الكافي عن أبي عبيدة : سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ عليه السلام : عَن قَولِ اللَّهِ عزّ و جلّ : « الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِى أَدْنَى الْأَرْضِ » ، قالَ : فَقالَ : يا أبا عُبَيدَةَ ، إنَّ لِهذا تَأويلاً لا يَعلَمُهُ إلَّا اللَّهُ وَ الرّاسِخونَ فِي العِلمِ مِن آلِ مُحَمَّدٍ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِم ، إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله لَمّا هاجَرَ إلَى المَدينَةِ و أظهَرَ الإِسلامَ كَتَبَ إلى‏ مَلِكِ الرّومِ كِتاباً ، وبَعَثَ بِهِ مَعَ رَسولٍ يَدعوهُ إلَى الإِسلامِ ، و كَتَبَ إلى‏ مَلِكِ فارِسَ كِتاباً يَدعوهُ إلَى الإِسلامِ و بَعَثَهُ إلَيهِ مَعَ رَسولِهِ ، فَأَمّا مَلِكُ الرّومِ فَعَظَّمَ كِتابَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله وأكرَمَ رَسولَهُ ، و أمّا مَلِكُ فارِسَ فَإِنَّهُ استَخَفَّ بِكِتابِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله و مَزَّقَهُ وَاستَخَفَّ بِرَسولِهِ، و كانَ مَلِكُ فارِسَ يَومَئِذٍ يُقاتِلُ مَلِكَ الرّومِ، و كانَ المُسلِمونَ يَهوَونَ أن يَغلِبَ مَلِكُ الرّومِ مَلِكَ فارِسَ ، و كانوا لِناحِيَتِهِ أرجى‏ مِنهُم لِمَلِكِ فارِسَ ، فَلَمّا غَلَبَ مَلِكُ فارِسَ مَلِكَ الرّومِ كَرِهَ ذلِكَ المُسلِمونَ وَ اغتَمّوا بِهِ ، فَأَنزَلَ اللَّهُ عزّ و جلّ بِذلِكَ كِتاباً قُرآناً « الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِى أَدْنَى الْأَرْضِ » يَعني غَلَبَتها فارِسُ « فِى أَدْنَى الْأَرْضِ » وهِيَ الشّاماتُ وما حَولَها « وَ هُم » يَعني وفارِسُ « مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ » الرّومَ « سَيَغْلِبُونَ » يَعني يَغلِبُهُمُ المُسلِمونَ‏۳« فِى بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَ مِن بَعْدُ وَ يَوْمَل-ِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ » عزّ و جلّ ، فَلَمّا غَزَا المُسلِمونَ

1.و المعنى : إنّ فارس تنطح نطحة أو نطحتين فيبطل ملكها ، و يزول أمرها (المصدر) .

2.مجمع البيان : ج ۸ ص ۴۶۲ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۱ ص ۱۰۷ ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۱۲۹ ح ۳۹ ؛ النهاية في غريب الحديث : ج ۴ ص ۵۱ و ليس فيه «هبهب إلى آخر الأبد» ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۴ ص ۵۶۷ ح ۴۰ ، الفتن : ج ۲ ص ۴۷۹ ح ۱۳۴۶ كلاهما عن ابن محيريز نحوه .

3.قال العلّامة المجلسي قدس سره : الظاهر أنّه كان في قراءتِهِم عليهم السلام «غُلِبَت» و«سَيُغلَبونَ» كلاهما على المجهول (بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۰۱) .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
270

مِنَ المُسلِمينَ عَلى‏ مُشرِكِي العَرَبِ ، ونَصَرَ أهلَ الكِتابِ عَلى‏ مُشرِكِي العَجَمِ ، فَفَرِحَ المُؤمِنونَ بِنَصرِ اللَّهِ إيّاهُم و نَصرِ أهلِ الكِتابِ عَلَى العَجَمِ.۱

۲۸۰. تفسير الطبري عن عكرمة : إنَّ الرّومَ و فارِسَ اقتَتَلوا في أدنَى الأَرضِ ، قالوا : و أدنَى الأَرضِ يَومَئِذٍ أذرِعاتٌ ، بِهَا التَقَوا فَهُزِمَتِ الرّومُ ، فَبَلَغَ ذلِكَ النَّبِيَّ صلى اللّه عليه و آله و أصحابَهُ و هُم بِمَكَّةَ فَشَقَّ ذلِكَ عَلَيهِم ، و كانَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله يَكرَهُ أن يَظهَرَ الاُمِّيّونَ مِنَ المَجوسِ عَلى‏ أهلِ الكِتابِ مِنَ الرّومِ ، فَفَرِحَ الكُفّارُ بِمَكَّةَ و شَمِتوا ، فَلَقوا أصحابَ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله فَقالوا : إنَّكُم أهلُ كِتابٍ وَ النَّصارى‏ أهلُ كِتابٍ ونَحنُ اُمِّيّونَ ، و قَد ظَهَرَ إخوانُنا مِن أهلِ فارِسَ عَلى‏ إخوانِكُم مِن أهلِ الكِتابِ ، و إنَّكُم إن قاتَلتُمونا لَنَظهَرَنَّ عَلَيكُم ، فَأَنزَلَ اللَّهُ : « الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِى أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِى بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَ مِن بَعْدُ وَ يَوْمَل-ِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ » الآياتِ .
فَخَرَجَ أبو بَكرٍ الصِّدّيقُ إلَى الكُفّارِ فَقالَ : أفَرِحتُم بِظُهورِ إخوانِكُم عَلى‏ إخوانِنا؟ فَلا تَفرَحوا ، ولا يُقِرَّنَّ اللَّهُ أعيُنَكُم ، فَوَاللَّهِ لَيَظهرَنَّ الرّومُ عَلى‏ فارِسَ ، أخبَرَنا بِذلِكَ نَبِيُّنا صلى اللّه عليه و آله . فَقامَ إلَيهِ اُبَيُّ بنُ خَلَفٍ فَقالَ : كَذَبتَ يا أبا فُضَيلٍ ، فَقالَ لَهُ أبو بَكرٍ : أنتَ أكذَبُ يا عَدُوَّ اللَّهِ ، فَقالَ : اُناحِبُكَ عَشرَ قَلائِصَ مِنّي و عَشرَ قَلائِصَ مِنكَ ، فَإِن ظَهَرَتِ الرّومُ عَلى‏ فارِسَ غَرِمتُ ، و إن ظَهَرَت فارِسُ عَلَى الرّومِ غَرِمتَ إلى‏ ثَلاثِ سِنينَ .
ثُمَّ جاءَ أبو بَكرٍ إلَى النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله فَأَخبَرَهُ فَقالَ : ما هكَذا ذَكَرتُ ، إنَّمَا البِضعُ ما بَينَ الثَّلاثِ إلَى التِّسعِ ، فَزايِدهُ فِي الخَطَرِ و مادِّهِ فِي الأَجَلِ . فَخَرَجَ أبو بَكرٍ فَلَقِيَ اُبَيّاً فَقالَ : لَعَلَّكَ نَدِمتَ ، فَقالَ : لا ، فَقالَ : اُزايِدُكَ فِي الخَطَرِ و اُمادُّكَ فِي الأَجَلِ ، فَاجعَلها مِئَةَ قَلوصٍ لِمِئَةِ قَلوصٍ إلى‏ تِسعِ سِنينَ ، قالَ : قَد فَعَلتُ.۲

1.دلائل النبوّة للبيهقي : ج ۲ ص ۳۳۲ ، تفسير الطبري : ج ۱۱ الجزء ۲۱ ص ۱۷ ، تاريخ دمشق : ج ۱ ص ۳۷۱ ؛ مجمع البيان : ج ۸ ص ۴۶۱ ، بحار الأنوار : ج ۱۷ ص ۱۹۸ .

2.تفسير الطبري : ج ۱۱ الجزء ۲۱ ص ۱۷ ، سنن الترمذي : ج ۵ ص ۳۴۳ ح ۳۱۹۳ ، مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۵۹۲ ح ۲۵۹۵ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۲ ص ۴۴۵ ح ۳۵۴۰ والثلاثة الأخيرة عن ابن عبّاس ، تفسير ابن كثير : ج ۶ ص ۳۰۷ ، دلائل النبوّة للبيهقي : ج ۲ ص ۳۳۳ عن قتادة وكلّها نحوه .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27800
صفحه از 616
پرینت  ارسال به