269
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

فَمَضَتِ السَّبعُ ولَم يَكُن شَي‏ءٌ ، فَفَرِحَ المُشرِكونَ بِذلِكَ وشَقَّ عَلَى المُسلِمينَ ، فَذَكروا ذلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله فَقالَ : ما بِضعُ سِنينَ عِندَكُم؟ قالوا دونَ العَشرِ ، قالَ : اِذهَب فَزايِدهُم وَازدَد سَنَتَينِ .
قالَ : فَما مَضَتِ السَّنَتانِ حَتّى‏ جاءَتِ الرُّكبانُ بِظُهورِ الرّومِ عَلى‏ فارِسَ ، فَفَرِحَ المُسلِمونَ بِذلِكَ ، فَأَنزَلَ اللَّهُ : « الم * غُلِبَتِ الرُّومُ » ... إلى‏ قَولِهِ « وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ ».۱

۲۷۸. دلائل النبوّة للبيهقي عن ابن شهاب : كانَ المُشرِكونَ يُجادِلونَ المُسلِمينَ و هُم بِمَكَّةَ يَقولونَ : الرّومُ أهلُ كِتابٍ و قَد غَلَبَتهُمُ الفُرسُ ، و أنتُم تَزعُمونَ أنَّكُم سَتَغلِبونَ بِالكِتابِ الَّذي اُنزِلَ عَلى‏ نَبِيِّكُم ، فَسَنَغلِبُكُم كَما غَلَبَت فارِسُ الرّومَ ، فَأَنزَلَ اللَّهُ عزّ و جلّ : « الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِى أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِى بِضْعِ سِنِينَ » .
قالَ ابنُ شِهابٍ الزُّهرِيُّ : فَأَخبَرَني عُبَيدُ اللَّهِ بنُ عَبدِ اللَّهِ بنِ عُتبَةَ بنِ مَسعودٍ : أنَّهُ لَمّا نَزَلَت هاتانِ الآيَتانِ ، ناحَبَ‏۲ أبو بَكرٍ بَعضَ المُشرِكينَ - قَبلَ أن يُحَرَّمَ القِمارُ - عَلى‏ شَي‏ءٍ إن لَم تُغلَب فارِسُ في سَبعِ سِنينَ . فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : لِمَ فَعَلتَ ، فَكُلُّ ما دونَ العَشرِ بِضعٌ؟ و كانَ ظُهورُ فارِسَ عَلَى الرّومِ في تِسعِ سِنينَ ، ثُمَّ أظهَرَ اللَّهُ الرّومَ عَلى‏ فارِسَ زَمَنَ الحُدَيبِيَةِ فَفَرِحَ المُسلِمونَ بِظُهورِ أهلِ الكِتابِ.۳

۲۷۹. دلائل النبوّة للبيهقي عن ابن عبّاس - في قَولِهِ تَعالى‏ : « الم * غُلِبَتِ الرُّومُ » - : كانَ ذلِكَ في أهلِ فارِسَ وَالرّومِ ، وكانَت فارِسُ قَد غَلَبَتهُم ثُمَّ غَلَبَتِ الرّومُ بَعدَ ذلِكَ ، و لَقِيَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله مُشرِكِي العَرَبِ ، وَ التَقَتِ الرّومُ و فارِسُ فَنَصَرَ اللَّهُ عزّ و جلّ النَّبِيَّ صلى اللّه عليه و آله و مَن مَعَهُ

1.تفسير الطبري : ج ۱۱ الجزء ۲۱ ص ۲۰ ، تفسير ابن كثير : ج ۶ ص ۳۰۵ ، تاريخ دمشق : ج ۱ ص ۳۷۳ ح ۳۷۳ عن البرّاء وكلاهما نحوه .

2.النحب : المراهنة ( تاج العروس : ج ۲ ص ۴۲۰ « نحب » ) .

3.دلائل النبوّة للبيهقي : ج ۲ ص ۳۳۲ ، سنن الترمذي : ج ۵ ص ۳۴۴ ح ۳۱۹۴ ، التاريخ الكبير : ج ۸ ص ۱۳۹ الرقم ۲۴۸۱ وكلاهما عن نيار بن مكرم الأسلمي نحوه ، تاريخ دمشق : ج ۱ ص ۳۷۱ وفيه ذيله «من أخبرني عبيداللَّه . . . » ، مجمع البيان : ج ۸ ص ۴۶۱ ، بحار الأنوار : ج ۱۷ ص ۱۹۸ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
268

۵ / ۲ - ۳

التَّنَبُّؤُ بِالحَوادِثِ المُستَقبَلةِ

الف - غَلَبَةُ الرّومِ و فَرَحُ المُؤمِنينَ‏

الكتاب‏

« الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِى أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِى بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَ مِن بَعْدُ وَ يَوْمَل-ِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَ لَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ».۱

الحديث‏

۲۷۷. تفسير الطبري عن عبد اللَّه : كانَت فارِسُ ظاهِرَةً عَلَى الرّومِ ، وكانَ المُشرِكونَ يُحِبّونَ أن تَظهَرَ فارِسُ عَلَى الرّومِ ، وكانَ المُسلِمونَ يُحِبّونَ أن تَظهَرَ الرّومُ عَلى‏ فارِسَ ؛ لِأَنَّهُم أهلُ كِتابٍ و هُم أقرَبُ إلى‏ دينِهِم ، فَلَمّا نَزَلَت : « الم * غُلِبَتِ الرُّومُ » .. . إلى‏ « فِى بِضْعِ سِنِينَ » قالوا : يا أبا بَكرٍ ، إنَّ صاحِبَكَ يَقولُ : إنَّ الرّومَ تَظهَرُ عَلى‏ فارِسَ في بِضعِ سِنينَ ، قالَ : صَدَقَ ، قالوا : هَل لَكَ أن نُقامِرَكَ؟ فَبايَعوهُ عَلى‏ أربَعَةِ قَلائِصَ إلى‏ سَبعِ سِنينَ .

1.الروم : ۱ - ۶ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27694
صفحه از 616
پرینت  ارسال به