267
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

ز - وُجودُ الحَياةِ فِي الكَواكِبِ الاُخرى‏

الكتاب‏

« وَ مِنْ ءَايَتِهِ خَلْقُ السَّمَوَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ مَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَ هُوَ عَلَى‏ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ».۱

« يَسَْلُهُ مَن فِى السَّمَوَ تِ وَ الْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ » .۲

الحديث‏

۲۷۶. الإمام عليّ عليه السلام : لِهذِهِ النُّجومُ الَّتي فِي السَّماءِ مَدايِنُ مِثلُ المَدايِنِ الَّتي فِي الأَرضِ ، مَربوطَةٌ كُلُّ مَدينَةٍ بِعَمودٍ مِن نورٍ ، طولُ ذلِكَ العَمودِ فِي السَّماءِ مَسيرَةُ مِئَتَينِ وخَمسينَ سَنَةً.۳

ح - وَسائِطُ النَّقلِ الحَديثَةُ

« وَ الْأَنْعَمَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْ‏ءٌ وَ مَنَفِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَ لَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَ حِينَ تَسْرَحُونَ * وَ تَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى‏ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَلِغِيهِ إِلَّا بِشِقِ‏ّ الْأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ * وَ الْخَيْلَ وَ الْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَ زِينَةً وَ يَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ »۴ .۵

1.الشورى : ۲۹ .

2.الرحمن : ۲۹ .

3.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۲۱۸ عن الإمام الصادق عليه السلام ، مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۶۰۴ و فيه «بعمودين» بدل «بعمود» ، بحار الأنوار : ج ۵۸ ص ۹۱ .

4.النحل : ۵ - ۸ .

5.ما ينبغي أن يُذكر هو أنّه يستفاد من قوله تعالى في ذيل هذه الآية : «وَ يَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ» (النحل : ۸) أنّ القرآن الكريم قد تنبّأ بشكل إجمالي قبل أكثر من أربعة عشر قرناً بوسائط الحمل والنقل التي ظهرت وسوف تظهر فيما بعد ؛ وذلك لأنّ جميع هذه الوسائط وإن كانت حصيلة ما بذله أو سيبذله العلماء من سعي وجهود في هذا المجال ، إلّا أنّها في الحقيقة لا تعدو كونها داخلةً ضمن سلسلة من القوانين الثابتة والسنن التكوينيّة المودعة في النظام الكوني . والعمل الوحيد الّذي قام به العلماء هو كشفهم لتلك القوانين واستعانتهم بها في اختراعاتهم واكتشافاتهم تلك . ولهذا السبب نجد القرآن الكريم يضع السفينة - والتي تعتبر من صُنع الإنسان - إلى جانب ذوات القوائم الأربع - التي هي من صنع اللَّه - في صعيدٍ واحد ويسندهما جميعاً إلى خالق الكون جلّ وعلا في قوله تعالى : «وَ جَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَ الْأَنْعَمِ مَا تَرْكَبُونَ» (الزخرف : ۱۲) ، وجاء في آية اُخرى : «وَ خَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ» (يس : ۴۲) .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
266

فَأَمَرَهُ أن يَجرِيَ ، فَقالَ : يا رَبِّ بِما أجري؟ فَقالَ : بِما هُوَ كائِنٌ ، ثُمَّ خَلَقَ الظُّلمَةَ مِنَ الهَواءِ ، و خَلَقَ النّورَ مِنَ الهَواءِ ؛ و خَلَقَ الماءَ مِنَ الهَواءِ ، و خَلَقَ العَرشَ مِنَ الهَواءِ ، و خَلَقَ العَقيمَ مِنَ الهَواءِ ؛ و هُوَ الرّيحُ الشَّديدُ ، و خَلَقَ النّارَ مِنَ الهَواءِ ، وخَلَقَ الخَلقَ كُلَّهُم مِن هذِهِ السِّتَّةِ الَّتي خُلِقَت مِنَ الهَواءِ.۱

۲۷۳. الإمام الحسين عليه السلام : كانَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام بِالكوفَةِ فِي الجامِعِ ، إذ قامَ إلَيهِ رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنّي أسأَلُكَ عَن أشياءَ.
فَقالَ : سَل تَفَقُّهاً و لا تَسأَل تَعَنُّتاً . فَأَحدَقَ النّاسُ بِأَبصارِهِم . فَقالَ : أخبِرني عَن أوَّلِ ما خَلَقَ اللَّهُ تَعالى‏؟ فَقالَ عليه السلام : خَلقَ النّورِ .
قالَ : فَمِمَّ خُلِقَتِ السَّماواتُ؟ قالَ عليه السلام : مِن بُخارِ الماءِ.
قالَ : فَمِمَّ خُلِقَتِ الأَرضُ؟ قالَ عليه السلام : مِن زَبَدِ الماءِ.
قالَ : فَمِمَّ خُلِقَتِ الجِبالُ؟ قالَ : مِنَ الأَمواجِ.۲

۲۷۴. كنز العمّال عن حبّة العرني : سَمِعتُ عَلِيّاً يَحلِفُ ذاتَ يَومٍ : وَالَّذي خَلَقَ السَّماءَ مِن دُخانٍ و ماءٍ.۳

۲۷۵. الإمام عليّ عليه السلام - لَمّا سُئِلَ عَنِ السَّماءِ الدُّنيا مِمّا هِيَ؟ قالَ - : مِن مَوجٍ مَكفوفٍ‏۴.۵

1.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۳۲۱ ، بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۷۰ ح ۴۶ .

2.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۴۱ ح ۱ عن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، علل الشرائع : ص ۵۹۳ ح ۴۴ عن عبد اللَّه بن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام الحسين عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۷۵ ح ۱ .

3.كنز العمّال : ج ۶ ص ۱۷۰ ح ۱۵۲۳۵ ، الدرّ المنثور : ج ۱ ص ۱۱۰ عن حبّة العوفي و كلاهما نقلاً عن ابن أبي حاتم ؛ بحار الأنوار : ج ۵۸ ص ۱۰۴ ح ۳۵ .

4.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۴۱ ح ۱ عن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، علل الشرائع : ص ۵۹۳ ح ۴۴ عن عبد اللَّه بن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه عنه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۷۶ ح ۱ .

5.بيان : تكلّم الإمام عليّ عليه السلام عن خلق الكون في عدّة مواضع من نهج البلاغة ، وملخص نظريته حول خلق الكون : إن أوّل الخلق كان للفضاء الذي فتقه اللَّه من العدم و شقّ فيه النواحي و الأرجاء و طرق الهواء ، ثمّ خلق سبحانه في هذا الفضاء سائلاً كثيفاً متلاطماً حمله على متن ريح قويّة عاصفة تلمّه إلى بعضه و تحجزه عن الانتشار والاندثار ، ثمّ خلق سبحانه ريحاً عقيمة من نوع آخر سلّطها على ذلك السائل من جهة واحدة ، فبدأت بتصفيقه وإثارته حتى مخضته مخض السقاء و بعثرته في أنحاء الفضاء كالدخان ، و من الغاز الناتج (و هو الهدروجين على ما يُظنّ) خلق اللَّه السماوات و النجوم و الكواكب و لا زالت الفراغات بين عناصر المجرّات مليئة بهذا الغاز . وقد تمّ تشكّل النجوم من هذا الغاز بتجمّع دقائقه في مراكز معيّنة مشكّلة أجراماً ، وذلك عن طريق دورانها حول هذه المراكز ، و بتبرّد هذا الغاز و تحوّله إلى عناصر أكثر تعقيداً تحوّلت الغازات إلى سوائل كما في الشمس ، ثمّ تحولت السوائل إلى جسم صلب كما في الأرض والكواكب السيّارة ... (تصنيف نهج البلاغة : ص ۷۷۷) .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27394
صفحه از 616
پرینت  ارسال به