فَأَمَرَهُ أن يَجرِيَ ، فَقالَ : يا رَبِّ بِما أجري؟ فَقالَ : بِما هُوَ كائِنٌ ، ثُمَّ خَلَقَ الظُّلمَةَ مِنَ الهَواءِ ، و خَلَقَ النّورَ مِنَ الهَواءِ ؛ و خَلَقَ الماءَ مِنَ الهَواءِ ، و خَلَقَ العَرشَ مِنَ الهَواءِ ، و خَلَقَ العَقيمَ مِنَ الهَواءِ ؛ و هُوَ الرّيحُ الشَّديدُ ، و خَلَقَ النّارَ مِنَ الهَواءِ ، وخَلَقَ الخَلقَ كُلَّهُم مِن هذِهِ السِّتَّةِ الَّتي خُلِقَت مِنَ الهَواءِ.۱
۲۷۳. الإمام الحسين عليه السلام : كانَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام بِالكوفَةِ فِي الجامِعِ ، إذ قامَ إلَيهِ رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنّي أسأَلُكَ عَن أشياءَ.
فَقالَ : سَل تَفَقُّهاً و لا تَسأَل تَعَنُّتاً . فَأَحدَقَ النّاسُ بِأَبصارِهِم . فَقالَ : أخبِرني عَن أوَّلِ ما خَلَقَ اللَّهُ تَعالى؟ فَقالَ عليه السلام : خَلقَ النّورِ .
قالَ : فَمِمَّ خُلِقَتِ السَّماواتُ؟ قالَ عليه السلام : مِن بُخارِ الماءِ.
قالَ : فَمِمَّ خُلِقَتِ الأَرضُ؟ قالَ عليه السلام : مِن زَبَدِ الماءِ.
قالَ : فَمِمَّ خُلِقَتِ الجِبالُ؟ قالَ : مِنَ الأَمواجِ.۲
۲۷۴. كنز العمّال عن حبّة العرني : سَمِعتُ عَلِيّاً يَحلِفُ ذاتَ يَومٍ : وَالَّذي خَلَقَ السَّماءَ مِن دُخانٍ و ماءٍ.۳
۲۷۵. الإمام عليّ عليه السلام - لَمّا سُئِلَ عَنِ السَّماءِ الدُّنيا مِمّا هِيَ؟ قالَ - : مِن مَوجٍ مَكفوفٍ۴.۵
1.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۳۲۱ ، بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۷۰ ح ۴۶ .
2.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۴۱ ح ۱ عن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، علل الشرائع : ص ۵۹۳ ح ۴۴ عن عبد اللَّه بن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام الحسين عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۷۵ ح ۱ .
3.كنز العمّال : ج ۶ ص ۱۷۰ ح ۱۵۲۳۵ ، الدرّ المنثور : ج ۱ ص ۱۱۰ عن حبّة العوفي و كلاهما نقلاً عن ابن أبي حاتم ؛ بحار الأنوار : ج ۵۸ ص ۱۰۴ ح ۳۵ .
4.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۴۱ ح ۱ عن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، علل الشرائع : ص ۵۹۳ ح ۴۴ عن عبد اللَّه بن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه عنه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۷۶ ح ۱ .
5.بيان : تكلّم الإمام عليّ عليه السلام عن خلق الكون في عدّة مواضع من نهج البلاغة ، وملخص نظريته حول خلق الكون : إن أوّل الخلق كان للفضاء الذي فتقه اللَّه من العدم و شقّ فيه النواحي و الأرجاء و طرق الهواء ، ثمّ خلق سبحانه في هذا الفضاء سائلاً كثيفاً متلاطماً حمله على متن ريح قويّة عاصفة تلمّه إلى بعضه و تحجزه عن الانتشار والاندثار ، ثمّ خلق سبحانه ريحاً عقيمة من نوع آخر سلّطها على ذلك السائل من جهة واحدة ، فبدأت بتصفيقه وإثارته حتى مخضته مخض السقاء و بعثرته في أنحاء الفضاء كالدخان ، و من الغاز الناتج (و هو الهدروجين على ما يُظنّ) خلق اللَّه السماوات و النجوم و الكواكب و لا زالت الفراغات بين عناصر المجرّات مليئة بهذا الغاز .
وقد تمّ تشكّل النجوم من هذا الغاز بتجمّع دقائقه في مراكز معيّنة مشكّلة أجراماً ، وذلك عن طريق دورانها حول هذه المراكز ، و بتبرّد هذا الغاز و تحوّله إلى عناصر أكثر تعقيداً تحوّلت الغازات إلى سوائل كما في الشمس ، ثمّ تحولت السوائل إلى جسم صلب كما في الأرض والكواكب السيّارة ... (تصنيف نهج البلاغة : ص ۷۷۷) .