۲۶۹. عنه عليه السلام - مِن خُطبَةٍ لَهُ فِي التَّوحيدِ ويَذكُرُ فيها خَلقَ السَّماواتِ - : فَمِن شَواهِدِ خَلقِهِ خَلقُ السَّماواتِ مُوَطَّداتٍ بِلا عَمَدٍ ، قائِماتٍ بِلا سَنَدٍ . دَعاهُنَّ فَأَجَبنَ طائِعاتٍ مُذعِناتٍ ، غَيرَ مُتَلَكِّئاتٍ ولا مُبطِئاتٍ . ولَولا إقرارُهُنَّ لَهُ بِالرُّبوبِيَّةِ وإذعانُهُنَّ بِالطَّواعِيَةِ لَما جَعَلَهُنَّ مَوضِعاً لِعَرشِهِ ، ولا مَسكَناً لِمَلائِكَتِهِ ، ولا مَصعَداً لِلكَلِمِ الطَّيِّبِ وَالعَمَلِ الصّالِحِ مِن خَلقِهِ . جَعَلَ نُجومَها أعلاماً يَستَدِلُّ بِهَا الحَيرانُ في مُختَلِفِ فِجاجِ الأَقطارِ . لَم يَمنَع ضَوءَ نورِهَا ادلِهمامُ سُجُفِ اللَّيلِ المُظلِمِ ، ولَا استَطاعَت جَلابيبُ سَوادِ الحَنادِسِ۱ أن تَرُدَّ ما شاعَ فِي السَّماواتِ مِن تَلَألُؤِ نورِ القَمَرِ.۲
۲۷۰. عنه عليه السلام : الحَمدُ للَّهِِ الَّذي. .. خَلَقَ الخَلقَ عَلى غَيرِ أصلٍ ، وَابتَدَأَهُم عَلى غَيرِ مِثالٍ ، و قَهَرَ العِبادَ بِغَيرِ أعوانٍ ، ورَفَعَ السَّماءَ بِغَيرِ عَمَدٍ ، و بَسَطَ الأَرضَ عَلَى الهَواءِ بِغَيرِ أركانٍ.۳
۲۷۱. الكافي عن محمّد بن عطيّة : جاءَ رَجُلٌ إلى أبي جَعفَرٍ عليه السلام مِن أهلِ الشّامِ مِن عُلَمائِهِم فَقالَ : يا أبا جَعفَرٍ جِئتُ أسأَ لُكَ عَن مَسأَ لَةٍ قَد أعيَت عَلَيَّ أن أجِدَ أحَداً يُفَسِّرُها ، و قَد سَأَلتُ عَنها ثَلاثَةَ أصنافٍ مِنَ النّاسِ ، فَقالَ كُلُّ صِنفٍ مِنهُم شَيئاً غَيرَ الَّذي قالَ الصِّنفُ الآخَرُ ، فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : ما ذاكَ؟ قالَ : فَإِنّي أسأَ لُكَ عَن أوَّلِ ما خَلَقَ اللَّهُ مِن خَلقِهِ فَإِنَّ بَعضَ مَن سَأَلتُهُ قالَ : القَدَرُ ، و قالَ بَعضُهُم : القَلَمُ ، و قالَ بَعضُهُم : الرّوحُ ، فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام ما قالوا شَيئاً .. . و لكِنَّهُ كانَ إذ لا شَيءَ غَيرُهُ ، وخَلَقَ الشَّيءَ الَّذي جَميعُ الأَشياءِ مِنهُ و هُوَ الماءُ.۴
۲۷۲. تفسير القمّي : قَولُهُ : « وَ هُوَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَوَ تِ وَ الْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ »۵ و ذلِكَ في مُبتَدَإِ الخَلقِ ، إنَّ الرَّبَّ تَبارَكَ و تَعالى خَلَقَ الهَواءَ ثُمَّ خَلَقَ القَلَمَ
1.حِنْدس : أي شَدِيدة الظُّلْمة (النهاية : ج ۱ ص ۴۵۰ «حندس» ) .
2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۲ عن نوف البكالي ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۳۰۸ ح ۱۳ .
3.الدروع الواقية : ص ۱۸۲ ، بحار الأنوار : ج ۹۷ ص ۱۹۲ ح ۳ .
4.الكافي : ج ۸ ص ۹۴ ح ۶۷ ، التوحيد : ص ۶۶ ح ۲۰ عن جابر الجعفي نحوه ، بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۶۶ ح ۴۴ .
5.هود : ۷ .