265
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

۲۶۹. عنه عليه السلام - مِن خُطبَةٍ لَهُ فِي التَّوحيدِ ويَذكُرُ فيها خَلقَ السَّماواتِ - : فَمِن شَواهِدِ خَلقِهِ خَلقُ السَّماواتِ مُوَطَّداتٍ بِلا عَمَدٍ ، قائِماتٍ بِلا سَنَدٍ . دَعاهُنَّ فَأَجَبنَ طائِعاتٍ مُذعِناتٍ ، غَيرَ مُتَلَكِّئاتٍ ولا مُبطِئاتٍ . ولَولا إقرارُهُنَّ لَهُ بِالرُّبوبِيَّةِ وإذعانُهُنَّ بِالطَّواعِيَةِ لَما جَعَلَهُنَّ مَوضِعاً لِعَرشِهِ ، ولا مَسكَناً لِمَلائِكَتِهِ ، ولا مَصعَداً لِلكَلِمِ الطَّيِّبِ وَالعَمَلِ الصّالِحِ مِن خَلقِهِ . جَعَلَ نُجومَها أعلاماً يَستَدِلُّ بِهَا الحَيرانُ في مُختَلِفِ فِجاجِ الأَقطارِ . لَم يَمنَع ضَوءَ نورِهَا ادلِهمامُ سُجُفِ اللَّيلِ المُظلِمِ ، ولَا استَطاعَت جَلابيبُ سَوادِ الحَنادِسِ‏۱ أن تَرُدَّ ما شاعَ فِي السَّماواتِ مِن تَلَألُؤِ نورِ القَمَرِ.۲

۲۷۰. عنه عليه السلام : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي. .. خَلَقَ الخَلقَ عَلى‏ غَيرِ أصلٍ ، وَابتَدَأَهُم عَلى‏ غَيرِ مِثالٍ ، و قَهَرَ العِبادَ بِغَيرِ أعوانٍ ، ورَفَعَ السَّماءَ بِغَيرِ عَمَدٍ ، و بَسَطَ الأَرضَ عَلَى الهَواءِ بِغَيرِ أركانٍ.۳

۲۷۱. الكافي عن محمّد بن عطيّة : جاءَ رَجُلٌ إلى‏ أبي جَعفَرٍ عليه السلام مِن أهلِ الشّامِ مِن عُلَمائِهِم فَقالَ : يا أبا جَعفَرٍ جِئتُ أسأَ لُكَ عَن مَسأَ لَةٍ قَد أعيَت عَلَيَّ أن أجِدَ أحَداً يُفَسِّرُها ، و قَد سَأَلتُ عَنها ثَلاثَةَ أصنافٍ مِنَ النّاسِ ، فَقالَ كُلُّ صِنفٍ مِنهُم شَيئاً غَيرَ الَّذي قالَ الصِّنفُ الآخَرُ ، فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : ما ذاكَ؟ قالَ : فَإِنّي أسأَ لُكَ عَن أوَّلِ ما خَلَقَ اللَّهُ مِن خَلقِهِ فَإِنَّ بَعضَ مَن سَأَلتُهُ قالَ : القَدَرُ ، و قالَ بَعضُهُم : القَلَمُ ، و قالَ بَعضُهُم : الرّوحُ ، فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام ما قالوا شَيئاً .. . و لكِنَّهُ كانَ إذ لا شَي‏ءَ غَيرُهُ ، وخَلَقَ الشَّي‏ءَ الَّذي جَميعُ الأَشياءِ مِنهُ و هُوَ الماءُ.۴

۲۷۲. تفسير القمّي : قَولُهُ : « وَ هُوَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَوَ تِ وَ الْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ »۵ و ذلِكَ في مُبتَدَإِ الخَلقِ ، إنَّ الرَّبَّ تَبارَكَ و تَعالى‏ خَلَقَ الهَواءَ ثُمَّ خَلَقَ القَلَمَ

1.حِنْدس : أي شَدِيدة الظُّلْمة (النهاية : ج ۱ ص ۴۵۰ «حندس» ) .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۲ عن نوف البكالي ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۳۰۸ ح ۱۳ .

3.الدروع الواقية : ص ۱۸۲ ، بحار الأنوار : ج ۹۷ ص ۱۹۲ ح ۳ .

4.الكافي : ج ۸ ص ۹۴ ح ۶۷ ، التوحيد : ص ۶۶ ح ۲۰ عن جابر الجعفي نحوه ، بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۶۶ ح ۴۴ .

5.هود : ۷ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
264

ورَقيمٍ مائِرٍ۱ .۲

۲۶۸. عنه عليه السلام - مِن خُطبَةٍ لَهُ في صِفَةِ السَّماءِ - : ونَظَمَ بِلا تَعليقٍ رَهَواتِ‏۳ فُرَجِها ، ولاحَمَ صُدوعَ انفِراجِها ، ووَشَّجَ بَينَها وبَينَ أزواجِها ، وذَلَّلَ لِلهابِطينَ بِأَمرِهِ وَالصّاعِدينَ بِأَعمالِ خَلقِهِ حُزونَةَ۴مِعراجِها ، وناداها بَعدَ إذ هِيَ دُخانٌ‏۵ ، فَالتَحَمَت عُرى‏ أشراجِها۶ ، وفَتَقَ بَعدَ الاِرتِتاقِ صَوامِتَ أبوابِها ، وأقامَ رَصَداً مِنَ الشُّهُبِ الثَّواقِبِ عَلى‏ نِقابِها ، وأمسَكَها مِن أن تَمورَ في خَرقِ الهَواءِ بِأَيدِهِ‏۷ ، وأمَرَها أن تَقِفَ مُستَسلِمَةً لِأَمرِهِ ، وجَعَلَ شَمسَها آيَةً مُبصِرَةً لِنَهارِها ، وقَمَرَها آيَةً مَمحُوَّةً مِن لَيلِها ، وأجراهُما في مَناقِلِ مَجراهُما . وقَدَّرَ سَيرَهُما في مَدارِجِ دَرَجِهِما ؛ لِيُمَيِّزَ بَينَ اللَّيلِ وَالنَّهارِ بِهِما ، ولِيُعلَمَ عَدَدُ السِّنينَ وَالحِسابُ بِمَقاديرِهِما . ثُمَّ عَلَّقَ في جَوِّها فَلَكَها ، وناطَ بِها زينَتَها مِن خَفِيّاتِ دَرارِيِّها و مَصابيحِ كَواكِبِها ، ورَمى‏ مُستَرِقِي السَّمعِ بِثَواقِبِ شُهُبِها ، وأجراها عَلى‏ أذلالِ تَسخيرِها ، مِن ثَباتِ ثابِتِها ومَسيرِ سائِرِها ، وهُبوطِها وصُعودِها ونُحوسِها وسُعودِها.۸

1.رقيم مائر : يريد به وشي السماء بالنجوم (النهاية : ج ۲ ص ۲۵۴ «رقم») .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱ ، بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۱۷۷ ح ۱۳۶ .

3.الرهوات : أي المواضع المتفتّحة منها ، و هي جمع رهوة (النهاية : ج ۲ ص ۲۸۵ «رها» ) .

4.الحُزُونة : الخُشونة (النهاية : ج ۱ ص ۳۸۰ «حزن» ) .

5.يتصوّر علماء الفلك اليوم أنّ أوّل نشوء الكون كان نتيجة انفجار كبير شاع منه دخان مؤلّف من دقائق ناعمة ، و ساد عندها في الكون سكون و ظلام دامس ، ثمّ بدأت الذرّات تتجمّع في مناطق معيّنة مشكّلة أجراماً ، ما لبثت أن بدأت فيها التفاعلات النوويّة ، التي جعلت هذا الأجرام نجوماً مضيئة . و في قول الإمام: «فالتحمت عرى أشراجها» تشبيه لنجوم المجرّة بالحلقات المرتبطة ببعضها بوشاج الجاذبيّة و التأثير المتبادل . و بعد نشوء النجوم الملتهبة الدائرة بدأت تقذف بالحمم التي شكّلت الكواكب السيّارة كالأرض و غيرها ، و هو ما عبّر عنه الإمام عليه السلام ب «وفتق بعد الارتتاق» (تصنيف نهج البلاغة : ص ۷۷۹) .

6.أشرَجْتُ العَيبَة و شرَجْتُها : إذا شَددْتُها بالشَّرَجِ ، و هي العُرَى (النهاية : ج ۲ ص ۴۵۶ «شرج» ) .

7.الأيدُ : القُوّة (النهاية : ج ۱ ص ۸۴ «أيد» ) .

8.نهج البلاغة : الخطبة ۹۱ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۱۰۸ ح ۹۰ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27985
صفحه از 616
پرینت  ارسال به