261
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

۲۶۳. عنه عليه السلام : فَطَرَ الخَلائِقَ بِقُدرَتِهِ ، ونَشَرَ الرِّياحَ بِرَحمَتِهِ ، ووَتَّدَ بِالصُّخورِ مَيَدانَ أرضِهِ‏۱ .۲

۲۶۴. عنه عليه السلام : فسح بَيَنَ الجَوِّ وبَينَها ، وأعَدَّ الهَواءَ مُتَنَسَّماً لِساكِنِها ، وأخرَجَ إلَيها أهلَها عَلى‏ تَمامِ مَرافِقِها ، ثُمَّ لَم يَدَع جُرُزَ۳ الأَرضِ الَّتي تَقصُرُ مِياهُ العُيونِ عَن رَوابيها ، ولا تَجِدُ جَداوِلُ الأَنهارِ ذَريعَةً إلى‏ بُلوغِها ، حَتّى‏ أنشَأَ لَها ناشِئَةَ سَحابٍ تُحيي مَواتَها وتَستَخرِجُ نَباتَها . ألَّفَ غَمامَها بَعدَ افتِراقِ لُمَعِهِ وتَبايُنِ قَزَعِهِ‏۴ ، حَتّى‏ إذا تَمَخَّضَت لُجَّةُ المُزنِ فيهِ ، وَالتَمَعَ بَرقُهُ في كُفَفِهِ‏۵ ، ولَم يَنَم وَميضُهُ في كَنَهوَرِ رَبابِهِ‏۶ ومُتَراكِمِ سَحابِهِ ، أرسَلَهُ سَحّاً مُتَدارِكاً ، قَد أسَفَّ هَيدَبُهُ‏۷ ، تَمريهِ الجَنوبُ دِرَرَ أهاضيبِهِ ودُفَعَ شَآبيبِهِ‏۸ ، فَلَمّا ألقَتِ السَّحابُ بَركَ بِوانَيها ، وبَعاعَ‏۹ مَا استَقَلَّت بِهِ مِنَ العِب‏ءِ المَحمولِ عَلَيها أخرَجَ بِهِ مِن هَوامِدِ الأَرضِ النَّباتَ ، ومِن زُعرِ الجِبالِ الأَعشابَ ، فَهِيَ تَبهَجُ

1.يؤكّد الإمام عليه السلام على أنّ اللَّه سبحانه حين خلق الجبال في الأرض ، جعل لكلّ جبل منها جذراً في الأرض هو الوتد ، ولهذا الوتد وظيفتان : الاُولى : أنّه يحفظ الجبل من التهافت والانزلاق ، كما حدث لجبل السلط قرب عمان ، الذي انزلق من مكانه وسار ، والثانية : أنّ الوتد المغروس في أديم الأرض يمسك طبقات الأرض نفسها ، بعضها ببعض ، فيمنعها من الاضطراب والمَيَدان ، تماماً كما نفعل عندما نمسك الصفائح المعدنيّة ببعضها عن طريق غرس مسامير قويّة فيها . هذه وظيفة الجبال بالنسبة لاستقرار الأرض ، أمّا وظيفتها بالنسبة لاستقرار حياة الإنسان فوجود الجبال على الأرض يحافظ على التربة والصخور الموجودة على سطح الأرض من الزوال والانتقال ، ويحفظها من تأثير الرياح العاصفة بها ، فيتسنّى بذلك إقامة حياة إنسانيّة رتيبة في الجبال والسهول والوديان . ولو كان سطح الأرض مستوياً بدون جبال لكان عرضة للتغيّر المستمرّ (تصنيف نهج البلاغة : ص ۷۸۳) .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۴۷۳ ح ۱۱۳ ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۳۰۰ ح ۷ .

3.الجرز : الأرض التي لا نبات بها ولا ماء (النهاية : ج ۱ ص ۲۶۰ «جرز» ) .

4.القَزَعَة : القطعة من الغيم ؛ وجمعها : قَزَعٌ ، وقَزَعُ الخريف : قطع السحاب المتفرّقة (النهاية : ج ۴ ص ۵۹ «قزع») .

5.التمع برقه في كُفَفِه : أي في حواشيه (النهاية : ج ۴ ص ۱۹۱ «لمع» ) .

6.كَنَهوَر ربابِه : الكَنَهوَر : العظيم من السحاب . والرَّباب : الأبيض منه (النهاية : ج ۴ ص ۲۰۶ «كنهور») .

7.هَيدَب ، السَّحاب : ما تَهدّب منه إذا أراد الودق [المطر] كأنّه خيوط (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۶۳ «هدب») .

8.الشآبيب : جمع شُؤبوب ؛ وهو الدُّفعةُ من المطر وغيره (النهاية : ج ۲ ص ۴۳۶ «شأب») .

9.البَعاعُ : شِدّةُ المطر (النهاية : ج ۱ ص ۱۴۰ «بعع») .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
260

هـ - أسرارُ خَلقِ الجِبالِ‏

الكتاب‏

« وَ أَلْقَى‏ فِى الْأَرْضِ رَوَ سِىَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَ بَثَّ فِيهَا مِن كُلِ‏ّ دَابَّةٍ » .۱

« وَ أَلْقَى‏ فِى الْأَرْضِ رَوَ سِىَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَ أَنْهَرًا وَ سُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ » .۲

« وَ جَعَلْنَا فِيهَا رَوَ سِىَ شَمِخَتٍ وَ أَسْقَيْنَكُم مَّاءً فُرَاتًا » .۳

« أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَدًا * وَ الْجِبَالَ أَوْتَادًا » .۴

الحديث‏

۲۶۱. الإمام عليّ عليه السلام : أنشَأَ الأَرضَ فَأَمسَكَها مِن غَيرِ اشتِغالٍ ، وأرساها عَلى‏ غَيرِ قَرارٍ ، وأقامَها بِغَيرِ قَوائِمَ ، ورَفَعَها بِغَيرِ دَعائِمَ ، وحَصَّنَها مِنَ الأَوَدِ وَالاِعوِجاجِ ، ومَنَعَها مِنَ التَّهافُتِ وَالاِنفِراجِ ، أرسى‏ أوتادَها ، وضَرَبَ أسدادَها .۵

۲۶۲. عنه عليه السلام - في عَجيبِ صَنعَةِ الكَونِ - : جَبَلَ جَلاميدَها ونُشوزَ مُتونِها وأطوادِها ، فَأَرساها في مَراسيها ، وألزَمَها قَراراتِها ، فَمَضَت رُؤوسُها فِي الهَواءِ ، ورَسَت اُصولُها فِي الماءِ ، فَأَنهَدَ جِبالَها عَن سُهولِها ، وأساخَ قَواعِدَها في مُتونِ أقطارِها ومَواضِعِ أنصابِها ، فَأَشهَقَ قِلالَها ، وأطالَ أنشازَها ، وجَعَلَها لِلأَرضِ عِماداً ، وأرَّزَها فيها أوتاداً ، فَسَكَنَت عَلى‏ حَرَكَتِها مِن أن تَميدَ بِأَهلِها أو تَسيخَ بِحَملِها أو تَزولَ عَن مَواضِعِها .۶

1.لقمان : ۱۰ .

2.النحل : ۱۵ .

3.المرسلات : ۲۷ .

4.النبأ : ۶ و ۷ .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۶ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۴۷۷ ح ۱۱۶ ، أعلام الدين : ص ۶۰ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۲۵۵ ح ۸ .

6.نهج البلاغة : الخطبة ۲۱۱ ، بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۳۸ ح ۱۵ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27827
صفحه از 616
پرینت  ارسال به