253
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

عَلَى الرُّكَبِ ، وكُنّا كَفَرَسَي رِهانٍ ، قالوا : مِنّا نَبِيٌّ يَأتيهِ الوَحيُ مِنَ السَّماءِ! فَمَتى‏ نُدرِكُ مِثلَ هذِهِ؟ وَاللَّهِ لا نُؤمِنُ بِهِ أبَداً و لا نُصَدِّقُهُ. قالَ: فَقامَ عَنهُ الأَخنَسُ وتَرَكَهُ.۱

۲۴۸. السيرة النبويّة لابن هشام عن محمّد بن كعب القرظيّ : حُدِّثتُ أنَّ عُتبَةَ بنَ رَبيعَةَ - وكانَ سَيِّداً - قالَ يَوماً وهُوَ جالِسٌ في نادي قُرَيشٍ ، ورَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله جالِسٌ فِي المَسجِدِ وَحدَهُ : يا مَعشَرَ قُرَيشٍ ، ألا أقومُ إلى‏ مُحَمَّدٍ فَاُكَلِّمَهُ وأعرِضَ عَلَيهِ اُموراً لَعَلَّهُ يَقبَلُ بَعضَها فَنُعطيهِ أيَّها شاءَ ، و يَكُفُّ عَنّا؟ و ذلِكَ حينَ أسلَمَ حَمزَةُ و رَأَوا أصحابَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله يَزيدونَ و يَكثُرونَ ، فَقالوا : بَلى‏ يا أبَا الوَليدِ! قُم إلَيهِ فَكَلِّمهُ .
فَقامَ إلَيهِ عُتبَةُ حَتّى‏ جَلَسَ إلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَقالَ : يَابنَ أخي! إنَّكَ مِنّا حَيثُ قَد عَلِمتَ ؛ مِنَ السِّطَةِ۲ فِي العَشيرَةِ ، وَ المَكانِ فِي النَّسَبِ ، و إنَّكَ قَد أتَيتَ قَومَكَ بِأَمرٍ عَظيمٍ فَرَّقتَ بِهِ جَماعَتَهُم ، و سَفَّهتَ بِهِ أحلامَهُم ، و عِبتَ بِهِ آلِهَتَهُم و دينَهُم ، و كَفَّرتَ بِهِ مَن مَضى‏ مِن آبائِهِم ، فَاسمَع مِنّي أعرِض عَلَيكَ اُموراً تَنظُرُ فيها لَعَلَّكَ تَقبَلُ مِنها بَعضَها.
قالَ : فَقالَ لَهُ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : قُل - يا أبَا الوَليدِ - ، أسمَع.
قالَ : يَابنَ أخي! إن كُنتَ إنَّما تُريدُ بِما جِئتَ بِهِ مِن هذَا الأَمرِ مالاً جَمَعنا لَكَ مِن أموالِنا حَتّى‏ تَكونَ أكثَرَنا مالاً ، و إن كُنتَ تُريدُ بِهِ شَرَفاً سَوَّدناكَ عَلَينا ، حَتّى‏ لا نَقطَعُ أمراً دونَكَ ، و إن كُنتَ تُريدُ بِهِ مُلكاً مَلَّكناكَ عَلَينا ، و إن كانَ هذَا الَّذي يَأتيكَ رَئِيّاً۳ تَراهُ لا تَستَطيعُ رَدَّهُ عَن نَفسِكَ ، طَلَبنا لَكَ الطِّبَّ ، و بَذَلنا فيهِ أموالَنا حَتّى‏ نُبرِئَكَ مِنهُ ، فَإِنَّهُ رُبَّما غَلَبَ التّابِعُ عَلَى الرَّجُلِ حَتّى‏ يُداوى‏ مِنهُ - أو كَما قالَ لَهُ - .
حَتّى‏ إذا فَرَغَ عُتبَةُ ، و رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله يَستَمِعُ مِنهُ ، قالَ : أقَد فَرَغتَ يا أبَا الوَليدِ؟

1.السيرة النبويّة لابن هشام : ج ۱ ص ۳۳۷ ، تفسير ابن كثير : ج ۳ ص ۲۴۶ و ج ۵ ص ۸۱ كلاهما نحوه ، البداية و النهاية : ج ۳ ص ۶۴ نحوه .

2.وَسَطتُ القَومَ أسِطُهم سِطَةً : أي توسَّطتهم . وفلانٌ وسيط في قومه : إذاكان أوسَطَهُم نَسَباً وأرفَعَهُم محلاًّ (الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۶۷ «وسط» ) .

3.الرَّئيُّ : هو التابع من الجنّ بوزن كَمِيّ ، سمّي به لأنّه يتراءى‏ لمتبوعه (النهاية : ج ۲ ص ۱۷۸ «رأى‏») .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
252

لَمُثمِرٌ ، و ما يَقولُ هذا بَشَرٌ.۱

۲۴۷. السيرة النبويّة لابن هشام عن محمّد بن مسلم بن شهاب الزهري : إنَّ أبا سُفيانَ بنَ حَربٍ ، و أبا جَهلِ بنَ هِشامٍ ، وَ الأَخنَسَ بنَ شَريقِ بنِ عَمرِو بنِ وَهبٍ الثَّقَفِيَّ حَليفَ بَني زُهرَةَ ، خَرَجوا لَيلَةً لِيَستَمِعوا مِن رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله و هُوَ يُصَلّي مِنَ اللَّيلِ في بَيتِهِ ، فَأَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنهُم مَجلِساً يَستَمِعُ فيهِ ، و كُلٌّ لا يَعلَمُ بِمَكانِ صاحِبِهِ ، فَباتوا يَستَمِعونَ لَهُ حَتّى‏ إذا طَلَعَ الفَجرُ تَفَرَّقوا ، فَجَمَعَهُمُ الطَّريقُ فَتَلاوَموا ، و قالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ : لا تَعودوا ، فَلَو رَآكُم بَعضُ سُفَهائِكُم لَأَوقَعتُم في نَفسِهِ شَيئاً ، ثُمَّ انصَرَفوا.
حَتّى‏ إذا كانَتِ اللَّيلَةُ الثّانِيَةُ عادَ كُلُّ رَجُلٍ مِنهُم إلى‏ مَجلِسِهِ ، فَباتوا يَستَمِعونَ لَهُ ، حَتّى‏ إذا طَلَعَ الفَجرُ تَفَرَّقوا ، فَجَمَعُهُم الطَّريقُ ، فَقالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ مِثلَ ما قالوا أوَّلَ مَرَّةٍ ، ثُمَّ انصَرَفوا . حَتّى‏ إذا كانَتِ اللَّيلَةُ الثّالِثَةُ ، أخَذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنهُم مَجلِسَهُ ، فَباتوا يَستَمِعونَ لَهُ ، حَتّى‏ إذا طَلَعَ الفَجرُ تَفَرَّقوا ، فَجَمَعَهُمُ الطَّريقُ ، فَقالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ : لا نَبرَحُ حَتّى‏ نَتَعاهَدَ ألّا نَعودَ ، فَتَعاهَدوا عَلى‏ ذلِكَ ثُمَّ تَفَرَّقوا.
فَلَمّا أصبَحَ الأَخنَسُ بنُ شَريقٍ أخَذَ عَصاهُ ثُمَّ خَرَجَ ، حَتّى‏ أتى‏ أبا سُفيانَ في بَيتِهِ ، فَقالَ : أخبِرني يا أبا حَنظَلَةَ عَن رَأيِكَ فيما سَمِعتَ مِن مُحَمَّدٍ؟
فَقالَ : يا أبا ثَعلَبَةَ! وَاللَّهِ لَقَد سَمِعتُ أشياءَ أعرِفُها و أعرِفُ ما يُرادُ بِها ، وسَمِعتُ أشياءَ ما عَرَفتُ مَعناها ولا ما يُرادُ بِها ، قالَ الأَخنَسُ : وأنَا وَالَّذي حَلَفتَ بِهِ كَذلِكَ.
قالَ : ثُمَّ خَرَجَ مِن عِندِهِ حَتّى‏ أتى‏ أبا جَهلٍ فَدَخَلَ عَلَيهِ بَيتَهُ ، فَقالَ : يا أبَا الحَكَمِ! ما رَأيُكَ فيما سَمِعتَ مِن مُحَمَّدٍ؟ فَقالَ : ماذا سَمِعتُ! تَنازَعنا نَحنُ و بَنو عَبدِ مَنافٍ الشَّرَفَ ، أطعَموا فَأَطعَمنا ، و حَمَلوا فَحَمَلنا ، و أعطَوا فَأَعطَينا ، حَتّى‏ إذا تَجاذَينا

1.اُسد الغابة : ج ۲ ص ۱۳۴ الرقم ۱۳۸۱ ، الإصابة : ج ۲ ص ۲۱۰ الرقم ۲۱۸۹ نحوه ، تفسير القرطبي : ج ۱۰ ص ۱۶۵ ؛ مجمع البيان : ج ۶ ص ۵۸۷ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۱ ص ۵۳ ، إعلام الورى‏ : ج ۱ ص ۱۱۲ والأربعة الأخيرة عن عكرمة نحوه و فيها «الوليد بن المغيرة» بدل «خالد بن عقبة» ، بحار الأنوار : ج ۱۷ ص ۲۱۲ ح ۱۷ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27771
صفحه از 616
پرینت  ارسال به